دهون البطن تهاجم الحواس: ما لا تعرفه عن تأثيرها الصادم
في دراسة أجراها باحثون من كلية الطب في جامعة شيانغيا (Xiangya School of Medicine) بالصين، تبيّن أن الأشخاص ذوي "مؤشر استدارة الجسم" المرتفع – وهو مقياس يجمع بين طول القامة ومحيط الخصر – كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة قاربت 40%، فيما يُعتقد أن الخلايا الدهنية تسهم في إنتاج جزيئات تُضعف مستويات السيروتونين في الدماغ، وهو الناقل العصبي المسؤول عن تحسين المزاج.
اقرأ أيضًا: هل يستحق فقدان الوزن السريع المخاطرة؟ إليك 4 أضرار محتملة
وأظهرت دراسة منشورة في دورية Ageing and Disease أن الأشخاص الذين يعانون من تراكم دهون البطن، أظهروا تقلصًا في مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة واتخاذ القرار والتركيز.
وقد حلّل باحثون في جامعة واشنطن بيانات ما يقارب 10 آلاف شخص بالغ تراوحت أعمارهم بين 20 و80 عامًا، باستخدام تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي، ورجّحوا أن الالتهاب المزمن الناتج عن الدهون هو ما يؤدي إلى هذا التأثير العصبي المقلق.
البصر والتذوق والشم... ضحايا غير متوقعة
لا تتوقف تأثيرات دهون البطن على الجانب النفسي والمعرفي، فقد كشفت دراسة نمساوية، نُشرت في مجلة Acta Ophthalmologica، أن المرضى المصابين بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر – وهو مرض شائع يؤدي إلى فقدان البصر – يمتلكون نسبًا مرتفعة من الدهون الحشوية، كما أظهرت تحاليل الدم أنهم يعانون من مستويات عالية من المركبات الالتهابية.
وفي إسبانيا، توصّل علماء من جامعة فالنسيا إلى أن النساء اللاتي يحملن نسبًا عالية من دهون البطن، أظهرن تراجعًا في القدرة على التعرّف إلى الروائح والنكهات، وأرجعوا السبب إلى إفراز الدهون الحشوية لمركبات تُدعى "أديبوسايتوكينات" تؤثر في مستقبلات الحواس.
فيما بيّنت ثلاث دراسات مختلفة وجود علاقة بين تراكم الدهون في البطن وضعف السمع، ويفسر العلماء ذلك بكون المواد الالتهابية التي تفرزها الدهون تُضيّق الأوعية الدموية الدقيقة في الأذن الداخلية، مما يحدّ من تدفق الأكسجين، ويؤثر سلبًا في سلامة القوقعة.
ووفقًا للبروفيسور أليكس ميراس من جامعة ألستر البريطانية، فإن أبسط طريقة لمعرفة ما إذا كانت دهون البطن تمثل خطرًا صحيًا هي مقارنة محيط الخصر بالطول، فإذا كان محيط الخصر أقل من نصف الطول، فإن الخطر يكون محدودًا.
