مكمل حديد مبتكر يودّع آلام المعدة ويحدث ثورة في علاج فقر الدم (تفاصيل)
كشفت دراسة نشرتها جمعية الكيمياء الأمريكية في أكتوبر 2025 عن ابتكار ثوري في مجال التغذية، حيث طوّر باحثون مكمل حديد ثلاثي التركيب يجمع بين الحديد والبروبيوتيك (البكتيريا المفيدة) والبريبيوتيك (المواد التي تغذي هذه البكتيريا)، مما يعالج فقر الدم الناتج عن نقص الحديد بفعالية عالية دون إيذاء الجهاز الهضمي أو إثارة الالتهابات.
وأظهرت التجارب الأولية نتائج مذهلة في استعادة مستويات الهيموغلوبين وتحقيق توازن في البكتيريا المعوية، مما يمثل خطوة واعدة نحو توفير علاجات أكثر أمانًا لملايين المرضى حول العالم.
تأثير مكمل حديد الثلاثي على فقر الدم
يُعد فقر الدم الناتج عن نقص الحديد مشكلة صحية عالمية شائعة، تسبب الإرهاق الشديد والصداع وأحيانًا الرغبة الشديدة في أكل الثلج، وتنجم غالبًا عن نقص غذائي أو عدوى أو أمراض وراثية، مما يعيق نقل الأكسجين في الجسم.
وتعتمد العلاجات التقليدية على أقراص مكمل حديد الفموية، لكن الجسم يمتص جزءًا صغيرًا فقط منها، بينما يبقى الباقي يهيج الأمعاء ويُسبب التهابات ويُعكّر توازن البكتيريا المعوية، ولهذا يُوصف البروبيوتيك أحيانًا كدعم إضافي.
قام الباحثون، بقيادة بونام ساغار ونيتن كومار سينغال وفريقهم في المعهد الوطني لتكنولوجيا الغذاء الحيوي الهندي، بتوسيع الفكرة الأصلية عن طريق إضافة البريبيوتيك (المغذيات التي تعزز نمو البكتيريا النافعة) إلى مكمل الحديد.
وبهذا، تم تطوير صيغة ثلاثية تحتوي على مكونات مبتكرة: ألياف غذائية مستخلصة من حبوب الدخن، بكتيريا البروبيوتيك لاكتوباسيلوس رامنوسوس (Lactobacillus rhamnosus)، بالإضافة إلى مركب حديدي معقد. هذه الصيغة الجديدة تهدف إلى تحسين امتصاص الحديد ودعمه في الجسم بطريقة أكثر فعالية وأمانًا.
أشارت بونام ساغار قائلة: "من خلال تطوير طريقة لتوصيل الحديد باستخدام المواد الحيوية، يقدم هذا البحث نهجًا مبتكرًا لعلاج فقر الدم، مما يسهم بشكل مباشر في تحسين التغذية وتعزيز الصحة العامة على المدى الطويل".
فوائد مكمل الحديد الثلاثي
أظهرت نتائج الاختبارات الأولية ما يلي:
- استعادة مستويات الهيموغلوبين (الجزيء الغني بالحديد في خلايا الدم الحمراء).
- مستويات إفراز حديد مشابهة لتلك في الفئران السليمة، مما يشير إلى امتصاص محسن.
اقرأ أيضًا: تعرف إلى أعراض فقر الدم وأسبابه
- زيادة في نشاط الجينات المسؤولة عن نقل الحديد واستقلابه.
- انخفاض كبير في علامات الالتهاب في القولون.
- تعافي كامل للبكتيريا المعوية النافعة التي تضررت بسبب الأنيميا.
لم تظهر أي آثار جانبية، مما يُبرز تفوق مكمل حديد هذا على الطرق التقليدية التي تُسبب تهيجاً هضمياً.
