هل السيكوباتيون أبرع في قراءة أفكار الآخرين؟ دراسة جديدة تكشف المفاجأة
أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يمتلكون سمات سيكوباتية معينة، مثل القسوة وغياب التعاطف، قد يكون لديهم قدرة أكبر على فهم أفكار الآخرين وتفسير نواياهم بدقة أكبر، وقد تم نشر هذه النتائج في "مجلة العلاج السلوكي وعلم النفس التجريبي"، مما أثار مفاجأة في الوسط العلمي.
يربط هذا البحث بين بعض السمات السيكوباتية مثل القسوة وغياب التعاطف، وبين قدرة أكبر على تفسير المواقف الاجتماعية بشكل دقيق، وهو اكتشاف يتحدى العديد من الفرضيات القديمة، التي تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من سمات سيكوباتية يعانون من صعوبة في فهم مشاعر الآخرين.
علاقه السيكوباتية بفهم أفكار الآخرين
أوضح الباحثون أن فهم كيفية تفكير الآخرين ومشاعرهم يعد مهارة أساسية في الحياة الاجتماعية، وتُعرف هذه القدرة بـ"نظرية العقل"، فهي تمكّن الأفراد من التنبؤ بسلوكيات الآخرين والتعرف على مشاعرهم، مما يساعدهم على ضبط تصرفاتهم بناءً على ذلك.
بينما يمكن أن تعزز هذه المهارة التعاون واللطف، إلا أنه يمكن أيضًا استغلالها لأغراض غير نبيلة مثل التلاعب والاستغلال.
وتشير الدراسات القديمة إلى أن الأشخاص الذين يظهرون سمات سيكوباتية مثل الجرأة والقسوة وغياب الندم، يواجهون صعوبة في تفسير نوايا الآخرين ومشاعرهم.
ومع ذلك، اقترحت الأبحاث الجديدة أن بعض هذه السمات قد تكون مرتبطة بقدرة أفضل على فهم أفكار الآخرين، رغم غياب التعاطف، وللتأكد من هذه الفرضية، قام الباحثون بتجنيد 92 شخصًا بالغًا، تتراوح أعمارهم بين 18 و37 عامًا من المجتمع الجامعي.
وشارك هؤلاء في اختبار "فيلم لتقييم الإدراك الاجتماعي"، حيث شاهدوا فيلمًا يعرض تفاعلات بين أربعة أصدقاء خلال تناول العشاء، يتخللها لحظات من الغزل والسخرية وسوء الفهم، وقيّم الباحثون قدرة المشاركين على فهم أفكار الآخرين ومشاعرهم خلال هذه المواقف.
تأثير القسوة على تفسير المواقف الاجتماعية
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين حصلوا على درجات أعلى في سمات "القسوة" كان لديهم أداء أفضل في الاختبار، وهؤلاء الأشخاص ارتكبوا أخطاء أقل في تفسير المواقف الاجتماعية، وكانوا أكثر دقة في استنتاج الأفكار والنوايا، مقارنة بمن حصلوا على درجات أقل في سمات القسوة.
وبشكل خاص، تجنب الأشخاص الذين سجلوا درجات عالية في القسوة ارتكاب أخطاء تتعلق بـ"القراءة المفرطة" للمواقف الاجتماعية، مما يشير إلى أنهم لم يبالغوا في تفسير دوافع الآخرين.
اقرأ أيضًا: دراسة جينية تكشف: لماذا تعاني النساء من الاكتئاب أكثر من الرجال؟
هذه النتائج تشير إلى أن الأفراد الذين يمتلكون سمات سيكوباتية قد يكونون أكثر دقة في فهم أفكار الآخرين، بينما يتجنبون الإفراط في تفسير المواقف أو نوايا الأشخاص.
وعلى الرغم من أن بعض الدراسات السابقة قد ربطت القسوة بزيادة الأخطاء في فهم مشاعر الآخرين، تشير هذه الدراسة إلى أن القسوة قد تؤدي إلى استخدام استراتيجيات أكثر عقلانية في تفسير المواقف الاجتماعية.
ويعتقد الباحثون أن هذه القدرة على التفسير الدقيق، قد تكون نتيجة لاستبدال التفاعل العاطفي المنخفض، باستخدام استراتيجيات عقلية لتفسير المواقف الاجتماعية.
وقد يُظهر الأفراد الذين يمتلكون هذه السمات السيكوباتية دقة في فهم الآخرين، ولكن دون الانخراط العاطفي، مما يسمح لهم باستخدام هذه القدرة لتحقيق أهدافهم الشخصية مثل التلاعب أو الاستغلال.
