دراسة جديدة تكشف تأثير التنفس على التناغم بين الدماغ والجسم
في دراسة جديدة نُشرت في مجلة Frontiers in Systems Neuroscience، قدّم العلماء أدلة تثبت أن التنفس المُتحكّم فيه بوعي يعزز التواصل بين الدماغ والجهاز العصبي اللاإرادي. هذا الجهاز، الذي يُنظم وظائف الجسم التلقائية مثل معدل ضربات القلب والتنفس، يستفيد من إيقاع التنفس لتنظيم وظائف الجسم والعقل بطريقة متكاملة.
الدكتور ماري نيفيس باردو رودريغيز، طالبة دكتوراه في علوم الهندسة الطبية الحيوية بالجامعة الأيبيرية الأمريكية هي الباحثة الرئيسة في هذه الدراسة التي تركز على كيفية تأثير التنفس المُتحكّم فيه بوعي على الإشارات بين الدماغ والجهاز العصبي، ووفقًا لدراستها، يساعد التنفس البطيء والمنتظم في تسهيل التواصل بين النشاط العصبي في الدماغ وإشارات القلب، مما يعزز التوازن الفسيولوجي والعاطفي.
اقرأ أيضا: دراسة تكشف دور نفخ المحار في تخفيف اضطرابات التنفس النومي
تأثير التنفس الواعي على نشاط الدماغ والجهاز العصبي
تعتمد الدراسة على مفاهيم علم الأعصاب التقليدية حول التذبذبات العصبية والتزامن مع الإيقاعات الخارجية، حيث يعتقد العلماء أن التنفس يمكن أن يعمل كإيقاع لتنظيم نشاط الدماغ. من خلال هذا الإيقاع، يعزز التنفس الواعي التواصل بين إشارات الدماغ والقلب. تقول د. باردو رودريغيز: "التنفس الواعي لا يعكس فقط الحالات الداخلية، بل يُمكن أن يُحدث تغييرات من أعلى إلى أسفل في نشاط الدماغ والوظيفة اللاإرادية".
شملت الدراسة 15 متطوعًا بالغًا سليمًا، حيث قاموا بتنفيذ مهام تنفس مُتحكّم به وقياس تأثيره على نشاط الدماغ والجسم. تم قياس إشارات الدماغ من خلال تخطيط كهربية الدماغ (EEG) وتحليل تقلبات معدل ضربات القلب، مع رصد أوجه التزامن بينهما. أظهرت النتائج أن التنفس المُتحكم فيه يعزز النشاط المتزامن بين الدماغ والقلب، خاصة في نطاق تردد جاما، الذي يرتبط بالوظائف الإدراكية عالية المستوى.
تأثير التنفس الواعي على التوازن الفسيولوجي والعاطفي
أظهرت الدراسة أن التنفس الواعي يساعد في تحسين التوازن بين نشاط الدماغ والجهاز العصبي اللاإرادي، مما يؤدي إلى تحسين التنظيم الفسيولوجي والعاطفي. كما أشارت إلى أن هذا النوع من التنفس يُحسن عملية التعافي ويُعزز الصحة العامة. "حتى الجلسات القصيرة من التنفس المُتعمد يمكن أن تُحسن التفاعل بين الدماغ والجسم"، كما تقول د. باردو رودريغيز.
اقرأ أيضًا: 3 تمارين رياضية خفيفة قد تكون الحل لمواجهة صعوبات النوم
يتوقع الباحثون أن هذه النتائج قد تُساعد في تطوير علاجات جديدة لاضطرابات مثل القلق والأمراض المزمنة، حيث يمكن لتقنيات التنفس المُتحكّم فيها أن تُعيد التوازن الفسيولوجي المفقود. وأضافت د. باردو رودريغيز: "نأمل أن تساهم هذه النتائج في تعزيز فهمنا لكيفية تفاعل الدماغ مع الجسم، وتقديم تقنيات علاجية فعالة تُحسن من حياة الأفراد".
