خبراء يحذرون: طريقة جلوسك قد تُضعف قدراتك العقلية
لم تعد وضعية الجسم مسألة جمالية أو مريحة فحسب، بل أصبحت مرتبطة مباشرة بصحة الدماغ والأداء الذهني، وفقًا لتقارير جديدة من خبراء في علم الأعصاب والصحة الحيوية.
يقول ليف فومشينكوك، الرئيس التنفيذي لشركة Cosmic Nootropic المتخصصة في دعم صحة الدماغ: “الوضعية الجيدة لا تحمي ظهرك فقط، بل تضمن حصول دماغك على تدفق منتظم من الأكسجين والدم، وهو ما يعزز الأداء العقلي والتركيز.”
كيف يؤثر الانحناء على الدماغ؟
تُظهر الأبحاث أن الجلوس بوضعية منحنية أو مائلة للأمام يضغط على الأوعية الدموية الدقيقة في الرقبة والصدر، مما يُقلل من كمية الأكسجين المتجهة إلى الدماغ. ومع مرور الوقت، يؤدي هذا الانخفاض في الإمداد الدموي إلى بطء في التفكير، وضبابية ذهنية، وانخفاض في الأداء الإدراكي.
يُضيف فومشينكوك موضحًا: “يستهلك الدماغ حوالي 20% من إمداد الجسم بالأكسجين. عندما تجلس بشكل منكمش، فإنك تستنزف هذا الإمداد حرفيًا. النتيجة؟ تفكير أبطأ، تركيز أقل، وشعور دائم بالتعب الذهني.”
اقرأ أيضا: كيف يشيخ دماغك؟ دراسة تفتح بابًا لفهم أسرار شباب الدماغ لدى كبار السن
يُشير خبراء الأعصاب إلى أن الحفاظ على وضعية مستقيمة يسمح بتدفق الدم بسلاسة عبر الشرايين السباتية، مما يُساعد على تغذية الخلايا العصبية بالأكسجين والمواد المغذية التي تحتاجها للقيام بوظائفها الحيوية.
على النقيض، تؤدي الوضعية الخاطئة — كالانحناء أمام الهاتف أو شاشة الحاسوب — إلى ضغط متواصل على العمود الفقري والرقبة، ما يؤثر في الدورة الدموية ويُرهق الجهاز العصبي.

وتُبيّن دراسات عدة أن الأشخاص الذين يقضون ساعات طويلة في الجلوس بوضعيات غير صحيحة يعانون من تراجع في سرعة المعالجة الذهنية والانتباه المستمر مقارنة بمن يحافظون على وضعية جسدية متوازنة.
خطوات بسيطة لتحسين طريقة الجلوس
يرى فومشينكوك أن تصحيح وضعية الجسم أحد أسهل وأرخص الطرق لتحسين وظائف الدماغ، ويقترح الخطوات التالية:
اختيار كرسي مريح يدعم أسفل الظهر ويحافظ على العمود الفقري مستقيمًا.
أخذ فترات راحة منتظمة من الجلوس كل 45 دقيقة لتحريك الجسم وتنشيط الدورة الدموية.
ممارسة تمارين الاستطالة وتمارين الرقبة والكتفين لتحسين مرونة العضلات.
التحقق من وضعيتك بانتظام — سواء أثناء الجلوس أو الوقوف — لتجنب الانحناء المفرط.
ويضيف: “ننفق الكثير من الوقت والمال على المكملات الغذائية وحيل الإنتاجية، لكننا نتجاهل أحد أكثر العوامل تأثيرًا وسهولة في التعديل: كيفية جلوسنا.”
يؤكد خبراء الصحة العقلية أن طريقة جلوسك أو وقوفك تؤثر أيضًا على حالتك النفسية. فالوضعية المنتصبة تُحفّز الجهاز العصبي الودّي، مما يُعزز الشعور بالثقة والطاقة، في حين أن الانحناء المستمر يرتبط بالشعور بالإرهاق والتوتر.
ويختم فومشينكوك بالقول: “الوضعية الجيدة لا تُغيّر مظهرك فحسب، بل ترفع كفاءة دماغك أيضًا. إن تحسين طريقة جلوسك هو ببساطة طريقة للتفكير بوضوح أكثر.”
