دراسة: هذه المدة من الحركة يوميًا تقي من أمراض القلب والجلطات
أكدت دراسة دولية حديثة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية أن ممارسة التمارين المكثفة لمدة خمس دقائق فقط مرتين يوميًا يمكن أن تُحدث تحسنًا ملموسًا في اللياقة القلبية الوعائية (CRF)، وهي المقياس الأهم لكفاءة القلب والرئتين والأوعية الدموية في نقل الأكسجين إلى العضلات، وأشار الباحثون إلى أن هذه التمارين القصيرة — التي أطلقوا عليها اسم "وجبات التمارين" — توفر حلاً بسيطًا للأشخاص الذين يعانون من ضيق الوقت أو ضعف الحافز لممارسة الرياضة المنتظمة.
كيف تحسّن التمارين القصيرة صحة القلب؟
أظهرت النتائج أن هذه الجلسات القصيرة، التي تُمارس مرتين يوميًا لثلاثة أيام أسبوعيًا فقط، قد رفعت من اللياقة القلبية بنسبة تراوحت بين 4.6% و17% خلال فترة تتراوح بين أربعة إلى 12 أسبوعًا.
واعتمدت الدراسة على بيانات 11 تجربة علمية شملت 414 شخصًا غير نشطين تتراوح مؤشرات كتلتهم بين الطبيعي والمصابين بالسمنة، ما جعل النتائج أكثر تنوعًا وتمثيلًا لشرائح مختلفة من المجتمع.
اقرأ أيضًا: دراسة حديثة: كل إنسان يمتلك نوعًا مختلفًا من النوم يؤثر على صحته
بحسب الباحثين، تضمنت التمارين أنشطة يومية بسيطة يمكن لأي شخص القيام بها دون معدات رياضية، مثل صعود السلالم بسرعة أو المشي السريع لمسافات قصيرة، وفي الفئات الأكبر سنًا، أثبتت تمارين تاي تشي وتمارين الساقين الخفيفة فعاليتها أيضًا في تحسين الدورة الدموية، وأوضح الباحثون أن الدمج بين الحركة السريعة والتنفس المنتظم يساعد الجسم على زيادة تدفق الأكسجين وتقوية القلب تدريجيًا.
التمارين القصيرة وعلاقتها بعلاج أمراض القلب
أشار العلماء إلى أن تحسين اللياقة القلبية يرتبط مباشرة بانخفاض خطر الإصابة بـأمراض القلب والنوبات القلبية والموت المبكر، ورغم أن الدراسة لم تُظهر تغيّرًا كبيرًا في مستويات الكوليسترول أو قوة العضلات، فإنها أكدت أن تحفيز القلب مرتين يوميًا ولو لفترات قصيرة يمكن أن يكون كافيًا لتقليل احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة.
تزامنت نتائج الدراسة مع تحذيرات من مؤسسة القلب البريطانية التي سجلت ارتفاعًا بنسبة 18% في الوفيات القلبية بين عامي 2019 و2023، إضافة إلى زيادة بنسبة 21% في حالات فشل القلب.
اقرأ أيضًا: كيف تدعم صحة الميتوكوندريا لتبقى في ذروة طاقتك وعطائك؟
كما أشارت المؤسسة إلى ارتفاع عدد المصابين باضطراب نبض القلب “الرجفان الأذيني” إلى 1.62 مليون شخص في بريطانيا فقط، وهي أرقام تُنذر بضرورة إعادة التفكير في أنماط الحياة الحديثة التي يغلب عليها الجلوس وقلة الحركة.
دعت الدراسة إلى دمج الحركة القصيرة في الروتين اليومي بدلًا من الاكتفاء بجلسة واحدة طويلة أسبوعيًا، مؤكدة أن "الاستمرارية أهم من الكمية".
وأضافت: “يمكن تحقيق فائدة صحية ملموسة من خلال خمس دقائق من النشاط المتكرر، مثل صعود الدرج أو المشي السريع، دون الحاجة إلى معدات أو عضوية في نادٍ رياضي”.
أوضحت الدراسة أن 70% من المشاركين كانوا من النساء، وأن الفئة العمرية بين 19 و44 عامًا هي الأكثر استفادة من هذه الجلسات القصيرة.
وأشارت أبحاث سابقة إلى أن النساء اللاتي يمارسن أنشطة يومية بسيطة — مثل حمل أكياس التسوق أو صعود السلالم — كن أقل عرضة للإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 45% مقارنة بغيرهن من الخاملات.
