وهم بصري جديد يُربك الإنترنت: هل ترى النقاط زرقاء أم بنفسجية؟
كشف العالم هينيرك شولتز-هيلدبراندت، الأستاذ في كلية هارفارد الطبية، عن وهم بصري جديد يثير الحيرة على الإنترنت، بعد الأوهام المشهورة، ويظهر في هذا الوهم نقاط زرقاء على خلفية زرقاء، لكن اللون يتغير تمامًا عندما يركز المشاهد على نقطة معينة.
فهل النقاط زرقاء أم بنفسجية؟
هذا هو السؤال الذي حير العديد من رواد الإنترنت، بعد أن تم نشر التجربة على مواقع مثل Reddit، وحظيت بأكثر من 4900 إعجابًا و500 تعليقًا، فيما انقسم المتابعون بين من يعتقد أن النقاط زرقاء، وآخرين كانوا مقتنعين بأنها بنفسجية.
الآراء حول اللون الحقيقي للنقاط اختلفت بشدة بين المعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي، فالبعض اعتقد أن النقاط هي بالفعل بنفسجية، بينما آخرون ربطوا هذه النقاط باللون الأزرق.
ولكن، وفقًا لتفسير دكتور شولتز-هيلدبراندت، فإن هذا هو بالضبط ما كان يقصده عند تصميم الوهم البصري، وحسب تصميمه، جميع النقاط هي بنفسجية في الواقع، ولكنها تظهر ألوانًا مختلفة اعتمادًا على مكان التركيز البصري.
كيف يعمل هذا الوهم البصري؟
في هذه التجربة، توجد مجموعة من النقاط البنفسجية الموزعة على خلفية زرقاء، وعند التركيز على إحدى النقاط فقط، تصبح هذه النقطة بنفسجية بشكل واضح، بينما باقي النقاط تظهر باللون الأزرق، وكلما تحركت عينك بعيدًا عن النقطة التي تركز عليها، تبدأ النقاط الأخرى بالظهور بنفسجية أيضًا، وفقًا لمكان تركيز عينك.
من أجل اختبار هذا الوهم، يُطلب من المشاهدين أن يحملوا هواتفهم على بُعد 30 سنتيمتر من عيونهم، والتركيز على كل نقطة على حدة.
ووفقًا للدكتور شولتز-هيلدبراندت، يحدث هذا التأثير نتيجة لآلية معقدة في الدماغ تتعلق بتفاعل الخلايا المخروطية الموجودة في شبكية العين.
اقرأ أيضًا: لأول مرة.. علماء الفلك يرصدون كوكبًا عملاقًا لحظة ولادته!
ويعود السبب في هذا التغيير إلى الطريقة التي يعمل بها الإدراك البصري في الدماغ، ففي شبكية العين، توجد خلايا حساسة للضوء تعرف باسم "الخلايا المخروطية" (S-cones وM-cones وL-cones)، التي تستجيب للضوء الأزرق والأخضر والأحمر على التوالي.
وعندما يكون اللون البنفسجي غير موجود في الطيف المرئي بشكل محدد، يتم توليده في الدماغ من خلال تفاعل بين الخلايا المخروطية المسؤولة عن الضوء الأزرق والأحمر.
اللون البنفسجي، وفقًا للعلماء، هو في الأساس إدراك عقلي يتكون نتيجة للتركيز على تفاعلات الألوان المختلفة، وهذا يجعل من البنفسجي "إدراكًا هشًا وغير ثابت" يمكن أن يتغير بسهولة بسبب العوامل النفسية أو التأثيرات البصرية المحيطة.
في التجربة الأخرى التي ابتكرها دكتور شولتز-هيلدبراندت، يتم استخدام النصوص المكتوبة بنفس الألوان الزرقاء والبنفسجية، وفي هذه الحالة، تظهر الكلمات التي يركز عليها القارئ باللون البنفسجي، بينما تتحول باقي الكلمات إلى اللون الأزرق وتختفي تدريجيًا في الخلفية.
