ما هو اللون الذي يعتبره العلماء الأكثر هدوءًا في العالم؟ (فيديو)
أعاد عالم الأحياء ومقدم البرامج في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، الدكتور دين جاكسون (Dean Jackson)، إحياء الجدل العلمي حول ما يُعرف باللون الوردي Baker Miller Pink أو "اللون الأكثر هدوءًا"، بعد نشره مقطعًا قصيرًا على منصة تيك توك أوضح فيه التأثيرات المدهشة لهذا اللون على الجسم والعقل.
ووفق ما أكده جاكسون، فإن هذا اللون يقلل من معدلات ضربات القلب، يهدئ التنفس، بل قد يساهم في خفض الشهية، مما يجعله خيارًا مفضلاً في أماكن يسعى فيها الإنسان للشعور بالراحة وتقليل التوتر.
اللافت أن هذه النتائج ليست جديدة، إذ تعود جذورها إلى أبحاث نفسية أجريت منذ سبعينيات القرن الماضي، لكنها اليوم تعود إلى الواجهة مع تجدد الاهتمام الشعبي والعلمي بتأثيرات الألوان على الصحة النفسية والجسدية.
انتشار اللون الوردي Baker Miller بين السجون والرياضة
يعود اكتشاف تأثير اللون الوردي Baker Miller Pink إلى عالم النفس ألكسندر شاوس (Alexander Schauss) في أواخر السبعينيات، حين أظهرت تجاربه أن التعرض لهذا اللون يخفف السلوك العدواني ويؤثر على القوة البدنية.
وقد سُمّي اللون بهذا الاسم تكريمًا لمديري أحد السجون البحرية في سياتل، جين بيكر (Gene Baker) ورون ميلر (Ron Miller)، اللذين بادرا بطلاء زنازين السجن به بعد ملاحظتهما نتائجه المهدئة.
اقرأ أيضًا: لونان في اختبار الحسم.. الأرجواني يقترب من آيفون 17
بالفعل، أشارت تقارير تلك الفترة إلى انخفاض واضح في معدلات الشغب داخل الزنازين الوردية، ما دفع مؤسسات إصلاحية أخرى في الولايات المتحدة وسويسرا إلى اعتماد التجربة.
ولم يقتصر الأمر على السجون، إذ وصل إلى الملاعب الرياضية؛ حيث قام نادي نورويتش سيتي (Norwich City) الإنجليزي بطلاء غرفة ملابس الفريق الضيف بلون وردي عميق أملاً في تقليل مستويات هرمون التستوستيرون لدى المنافسين، كما لجأت بعض الجامعات الأميركية إلى الأسلوب ذاته لإضعاف الروح القتالية للفرق الزائرة.
نتائج متناقضة حول تأثير Baker Miller Pink
رغم الانتشار الواسع الذي حظي به اللون الوردي Baker Miller Pink، إلا أن الأبحاث الحديثة أظهرت نتائج متناقضة. ففي عام 1988، فشلت تجارب متطابقة في إثبات تأثير اللون على ضغط الدم أو مستويات الهرمونات.
ثم جاءت دراسة مهمة عام 2014 بقيادة الباحث أوليفر جينشاو (Oliver Genschow) في إحدى السجون السويسرية، شملت 59 سجينًا، نصفهم وُضع في زنازين مطلية باللون الوردي، والنصف الآخر في زنازين بيضاء أو رمادية.
اقرأ أيضًا: بعد 25 عامًا من الهيمنة على لون "التريند".. كيف تختار "بانتون Pantone" لون العام؟
وبعد ثلاثة أيام من التجربة، لم يجد الباحثون أي دليل على انخفاض السلوك العدواني، بل أشاروا إلى أن اللون قد يولد مشاعر سلبية مرتبطة بالإهانة أو المساس بالرجولة، نظرًا لارتباط اللون اجتماعيًا بالنساء.
وعلى الرغم من ذلك، لا يزال اللون يُستخدم في بعض المؤسسات الإصلاحية وحتى في التصميمات الداخلية، لكنه اليوم يُنظر إليه بحذر أكبر باعتباره تأثيرًا نفسيًا قصير الأمد أكثر من كونه وسيلة علاجية مثبتة علميًا.
