دراسة: الخمول بعد الظهر ليس كسلًا.. بل صراع بيولوجي داخلي!
كشفت دراسة علمية جديدة أن الخمول بعد الظهر، أو ما يُعرف بانخفاض الطاقة والإنتاجية في منتصف اليوم، ليس مجرد انعكاس للملل أو كثرة الاجتماعات، بل نتيجة طبيعية لتداخل دورة النوم والاستيقاظ البيولوجية مع ضغط الاستيقاظ المتراكم منذ الصباح.
وشملت الدراسة المنشورة في OnePoll، أكثر من 2000 موظف أن نحو 60% من المشاركين يشعرون بأعلى مستويات الإنتاجية عند الساعة العاشرة صباحًا، قبل أن يتعرضوا لانخفاض ملحوظ في النشاط عند حوالي الساعة 1:30 ظهرًا، يليه تراجع آخر عند الثانية و6 دقائق.
وذكر الدكتور رافيا ألادا، أستاذ علم الأعصاب بجامعة ميشيغان، أن الجسم يخوض "صراعًا داخليًا" في هذه الفترة بين الرغبة في الاستيقاظ والحاجة إلى النوم، وغالبًا ما يتفوق ضغط النوم مؤديًا إلى الشعور بالكسل.
لم تقتصر أسباب الخمول على النوم فقط، بل تلعب نوعية الطعام دورًا رئيسيًا، فالأطعمة الغنية بالسكر والكربوهيدرات المكررة مثل الخبز الأبيض والمعكرونة والحبوب المصنعة، تسبب ارتفاعًا سريعًا في سكر الدم يتبعه هبوط حاد، ما يؤدي إلى الشعور بالتعب.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف: تأثير تغير المناخ على السمنة وزيادة استهلاك السكر
وتوصي البروفسورة ساي كروبا داس من جامعة تافتس، باستبدال هذه الأطعمة بخيارات أكثر توازنًا مثل الشوفان مع التوت وبذور الشيا، أو زبادي طبيعي مع فواكه غنية بالألياف، والتي توفر طاقة مستدامة وتقلل من تقلبات سكر الدم.
حلول عملية لمواجهة الخمول
أوصى الخبراء بعدة حلول بسيطة للحد من الخمول، أبرزها:
- قيلولة قصيرة لمدة 20 دقيقة تقلل ضغط النوم وتعزز النشاط.
- المشي في الهواء الطلق، إذ أظهرت الدراسات أن الحركة الخفيفة تحسن التركيز والانتباه.
- كسر فترات الجلوس الطويلة بفواصل حركية قصيرة خلال ساعات العمل، حيث أظهرت دراسة إيطالية أن الاستراحات القصيرة بالنهوض والمشي تزيد من حرق الطاقة وتحسن الصحة العامة على المدى البعيد.
إلى جانب النظام الغذائي وقلة الحركة، يلعب عدم انتظام النوم الليلي دورًا كبيرًا في مضاعفة الخمول، لذلك ينصح الأطباء بالحفاظ على روتين نوم ثابت، وتجنب السهر الطويل أمام الشاشات.
وفي حال استمرار النعاس المفرط رغم اتباع هذه النصائح، قد يكون ذلك مؤشرًا على اضطرابات مثل انقطاع النفس النومي أو مشاكل صحية أخرى.
