تحذيرات متصاعدة: هل يقود الذكاء الاصطناعي العالم إلى حافة الانقراض؟
صرّح الباحث إليزر يودكوفسكي، مؤسس معهد أبحاث الذكاء الآلي، أن خطر الذكاء الاصطناعي لا يكمن في جدل ما إذا كانت النماذج "واعية" أو "متحيزة سياسيًا"، بل في احتمال تطوير أنظمة فائقة القوة تتجاوز قدرات البشر، لكنها غير مبالية ببقائهم.
وأوضح في بودكاست Hard Fork الصادر عن "نيويورك تايمز": "إذا وُجد نظام بالغ القوة وغير مبالٍ بالإنسان، فإما أن يقضي عليه عمدًا أو يتسبب في فنائه كأثر جانبي".
ويؤكد يودكوفسكي، الذي أمضى أكثر من عقدين في دراسة هذا المجال، أن البشرية تفتقر حتى الآن للتكنولوجيا التي تضمن توافق تلك الأنظمة مع القيم الإنسانية.
سيناريوهات قاتمة ودحض نظريات بديلة
أوضح يودكوفسكي أن خطر الذكاء الاصطناعي قد يتمثل في استغلال موارد الأرض بشكل يفوق قدرتها على التحمّل، ما قد يؤدي إلى "طبخ البشر" بشكل حرفي، بسبب التوسع غير المنضبط في مراكز الطاقة والحوسبة.
اقرأ أيضاً رئيس Zoom يتفق مع بيل غيتس: أسبوع العمل 3 أيام يقترب بفضل الذكاء الاصطناعي
كما رفض مقترحات مثل فكرة "الأم الحاضنة" التي اقترحها جيفري هينتون، الملقب بـ"عرّاب الذكاء الاصطناعي"، والتي تهدف إلى تدريب النظم المتقدمة على السلوك الأمومي، معتبرًا أنها غير واقعية.
وأضاف: "لا نملك التكنولوجيا التي تجعل الذكاء الاصطناعي لطيفًا، وحتى لو جربنا طريقة ذكية فلن تنجح من المرة الأولى، وإذا فشلت فلن نحظى بفرصة ثانية".
هذه الرؤية المتشائمة تستند أيضًا إلى أمثلة عملية، مثل الحالات التي دفعت فيها بعض روبوتات المحادثة المستخدمين نحو سلوكيات مؤذية للنفس، وهو ما اعتبره دليلًا على خلل منهجي في التصميم.
أصوات أخرى تؤكد مخاطر مستقبلية
تحذيرات يودكوفسكي لم تكن معزولة، إذ انضم إليها قادة بارزون في مجال التقنية، فقد صرّح إيلون ماسك في فبراير بأن احتمالية فناء البشر بسبب الذكاء الاصطناعي تبلغ 20% فقط، واعتبرها نسبة "متفائلة".
بينما قدّر هينتون نفسه في مقابلة مع CBS نسبة الخطر بين 10 و20%، أما الباحث رومان يامبولسكي فقد ذهب أبعد من ذلك، مقدرًا نسبة الانقراض بـ99.9% خلال القرن المقبل.
اقرأ أيضاً الذكاء الاصطناعي والموضة الرجالية: هل يصمم الروبوت إطلالتك القادمة؟
فيما حذر تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عام 2024، من مخاطر الذكاء الاصطناعي العام، مشيرًا إلى تهديدات محتملة مثل الأسلحة البيولوجية والهجمات الإلكترونية.
هذه التوقعات دفعت بعض رجال الأعمال في وادي السيليكون إلى اتخاذ إجراءات قصوى، مثل بناء ملاجئ وتخزين المواد الغذائية، استعدادًا لما يصفونه بـ"نهاية وشيكة" إذا لم تُوضع أطر تنظيمية صارمة.
