الذكاء الاصطناعي والموضة الرجالية: هل يصمم الروبوت إطلالتك القادمة؟
قبل عشر سنوات فقط، لم يكن أحد يتخيل أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دوراً في اختيار الملابس أو حتى اقتراح إطلالات مناسبة لمناسباتك اليومية والخاصة.
واليوم، لم يعد الأمر مجرد خيال علمي أو تصوّر غير واقعي، بل أصبح واقعاً يغيّر صناعة الموضة الرجالية، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيأتي يوم تختار فيه التكنولوجيا لك بدلة عرسك؟ أو تحدد لك الحذاء المثالي لموسم الصيف المقبل؟
لقاء المستقبل بالحاضر: التكنولوجيا والموضة الرجالية
لطالما ارتبطت الموضة بالإبداع والذوق الشخصي المتمثلين في اللمسة الإنسانية، ولكن دخول الذكاء الاصطناعي إلى حياتنا وليس فقط إلى عالم الموضة، أدّى إلى إضافة طبقة جديدة من الابتكار والسهولة.
وقد رأينا مؤخرًا العديد من بيوت الأزياء العالمية، التي بدأت بالفعل في الاستفادة من قاعدة البيانات الضخمة وتحليلات الذكاء الاصطناعي، لفهم ما يريده الرجل العربي العصري.
على سبيل المثال، تقوم بعض المنصات الرقمية بتحليل عمليات البحث، وعادات التسوق، وحتى صورك الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف تصميم تجربة تسوّق شخصية، ومن ثم تقترح عليك ما يتماشى مع أسلوبك وحياتك اليومية وذوقك الشخصي.
فكّر مثلاً في تطبيق يقوم بدراسة محتوى خزانتك بشكل افتراضي، ويقترح لك إطلالات جديدة يومياً بناءً على جدول أعمالك الخاص، سواء اجتماع عمل صباحي، أو موعد عشاء برفقة الأصدقاء، أو حتي رحلة نهاية الأسبوع، فإن الذكاء الاصطناعي لا يكتفي بالاقتراح، بل يمكنه أيضاً أن يتنبأ بما ستحتاج إليه في المستقبل.
التكنولوجيا: مصمم أزيائك الرقمي ومنسق ملابسك الشخصي
يبقى السؤال الأهم قائماً: هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على الذوق الفردي والإبداع الشخصي؟
تتلخص الإجابة في أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن حسّك الشخصي، ولكن مجرّد أداة تساعدك على التعبير عنه بشكل أوضح، فالتكنولوجيا قادرة على اقتراح ما يتماشى مع شخصيتك، لكنها لن تلغي قرارك النهائي.
ففي النهاية، أنت من يقرر إن كانت سترة "غوتشي Gucci" الجريئة تناسب مزاجك هذا المساء، أو إن كنت تفضل لمسة كلاسيكية من "زينيا Zegna".
ولا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على تنسيق الملابس فقط، حيث تمتد هذه الأداة إلى دور الأزياء التي بدأت في استخدام الذكاء الاصطناعي لتصميم أقمشة أكثر ملائمة للمناخ الحار، أو لتطوير ملابس تجمع بين الأناقة والوظيفة.
هذا يعني أن مستقبل الموضة الرجالية في الشرق الأوسط، قد يشهد انتشار قطع تجمع بين اللمسة الفاخرة والجانب العملي، كالتكنولوجيا الخاصة بالملابس، التي تساعد علي تدفئة الجسد أو تبريده، مثل البدل خفيفة الوزن التي تناسب حرارة الصيف، لكنها مصممة لتليق بمناسبات العمل والمناسبات الاجتماعية المختلفة.
اقرأ أيضًا: إطلالة شاطئية استثنائية.. 10 نظارات شمسية فاخرة لعطلات الصيف
كيف يمكن للرجل العصري الاستفادة من الذكاء الاصطناعي اليوم؟
1. التسوق الذكي عبر التطبيقات: العديد من التطبيقات اليوم تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم اقتراحات شخصية، مثل اختيار المقاسات المثالية أو اقتراح بدائل بأسعار مختلفة.
2. الخزانة الافتراضية: بعض المنصات تتيح لك رفع صور قطعك الحالية، لتقترح عليك تنسيقات جديدة أو عناصر مكمّلة.
3. التجربة قبل الشراء: تقنيات المرآة الذكية أو التجربة الافتراضية بدأت في الوصول إلى بعض المتاجر الفاخرة في المنطقة، مما يتيح لك رؤية كيف سيبدو عليك المعطف أو الحذاء قبل تجربته فعلياً.
4. مواكبة الصيحات: الخوارزميات قادرة على تتبع أحدث صيحات الموضة عالمياً وتقديمها بشكل مبسط، لتبقى مواكباً لكل جديد دون الحاجة للبحث المستمر.
ورغم كل هذا التقدم، يبقى دور المصمم البشري محورياً، فاللمسة الإبداعية التي يقدمها مصمم مثل Tom Ford أو Olivier Rousteing لا يمكن استبدالها بخوارزمية مُعيّنة، وربما ما يمكننا أن نراه في المستقبل القريب هو تعاون جديد بين الذكاء الاصطناعي والمصممين، حيث يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقاً جديدة لعالم الموضة، بينما يضع المصمم لمسته الإنسانية الخاصة.
وربما في المرة القادمة التي تفكر فيها بشراء بدلة جديدة أو حذاء أنيق، لن تحتاج إلا لفتح تطبيق على هاتفك، لتكتشف أن الروبوت قد أصبح أقرب مستشار موضة لديك، لكن القرار الأخير كما هو دائماً سيبقى لك وحدك.
