هل يعمل الموظفون في منازلهم بكفاءة أكبر؟ دراسة حديثة تجيب
أكدت دراسة حديثة أجرتها جامعة جنوب أستراليا على مدار أربع سنوات، أن الموظفين يحققون ازدهارًا وراحة أكبر عند السماح لهم بالعمل من المنزل.
وأوضحت النتائج أن هذه التجربة ساهمت بشكل ملحوظ في تعزيز التوازن بين الحياة العملية والشخصية، إذ أتاحت للعاملين وقتًا وجهدًا كانوا يهدرونه في التنقل اليومي.
هذا الوقت المستعاد وُظف بطرق متنوعة، مثل ممارسة التمارين الرياضية، قضاء أوقات أطول مع العائلة، أو حتى الاسترخاء وممارسة الهوايات الشخصية.
ورغم استمرار الجدل حول جدوى العمل عن بُعد، خصوصًا مع انتقادات بعض الرؤساء التنفيذيين، فإن الدراسة أثبتت أن التجربة تحمل مكاسب حقيقية للموظفين على المستويات الصحية والاجتماعية والمهنية.
فوائد صحية ونفسية للعمل من المنزل
أحد أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة، أن العمل من المنزل انعكس إيجابًا على عادات الموظفين الصحية، فقد أصبحوا أكثر التزامًا بتناول وجبات صحية مطهية في المنزل، والإكثار من الفواكه والخضروات، بدلًا من الوجبات الجاهزة أو السريعة.
اقرأ أيضاً وظائف تسبب السمنة
كما أشارت البيانات إلى أن الموظفين حصلوا على 30 دقيقة إضافية من النوم يوميًا، وهو ما أسهم في تعزيز الطاقة وتقليل مستويات التوتر.
ورغم أن القلق الوظيفي لم يختف تمامًا، فإن غياب الضغوط اليومية من زحام المواصلات أو صراعات المكاتب منح العاملين راحة أكبر، كما اوضحت النتائج أيضًا أن "Sunday Scaries"، وهو القلق الذي يسبق بداية أسبوع العمل، كان أقل حدة بين العاملين عن بُعد مقارنةً بأقرانهم في المكاتب.
الإنتاجية وفي العمل من المنزل
فيما يدق رؤساء شركات كبرى مثل إيلون ماسك، جيمي ديمون من جي بي مورغان، وآندي جاسي من أمازون، ناقوس العودة للمكاتب بدعوى الحفاظ على الإنتاجية، أثبتت الدراسة عكس ذلك.
اقرأ أيضاً كيف تقاوم وظائف الياقات الزرقاء هيمنة الذكاء الاصطناعي وتجذب الشباب؟
فالعمل من المنزل لم يؤثر سلبًا على الأداء، إذ أن الإنتاجية ظلت مستقرة، بل وتحسنت في بعض الحالات، لكن الدراسة شددت على نقطة جوهرية: أن الاختيار هو العامل الحاسم.
عندما يكون العمل من المنزل خيارًا شخصيًا، ترتفع مستويات التحفيز والرضا والإبداع، أما إذا كان إلزاميًا دون رغبة الموظف، فإن النتائج لا تكون بالضرورة إيجابية.
