كيف تقاوم وظائف الياقات الزرقاء هيمنة الذكاء الاصطناعي وتجذب الشباب؟
كشفت تقارير حديثة أن وظائف ذوي الياقات الزرقاء (أي المهن الحرفية)، باتت تحظى بجاذبية متزايدة في ظل تزايد المخاوف من التهديد الذي يمثله الذكاء الاصطناعي على الوظائف المكتبية.
فقد صرّح عالم الحاسوب الحائز على جائزة نوبل، جيفري هينتون، الملقب بـ"عرّاب الذكاء الاصطناعي"، أن المهن اليدوية مثل السباكة أكثر أمانًا من المهن القانونية أو المساعدة الإدارية التي قد تزول قريبًا.
اقرأ أيضًا: هيئة تقويم التعليم تعلن مواعيد اختبار الرخص المهنية للمعلمين والمعلمات.. تعرف على التفاصيل
الوظائف المعرضة للخطر
تقرير مايكروسوفت الأخير أظهر أن أبرز المهن المهددة بالزوال مع تطور الذكاء الاصطناعي تشمل: المترجمين والمؤرخين وكتّاب المحتوى وممثلي خدمة العملاء.
وعلى النقيض، تظل الوظائف اليدوية مثل عمال البناء، عمال الدهانات، وعمال إزالة المواد الخطرة في مأمن نسبي، إلى جانب وظائف في القطاع الصحي مثل التمريض وسحب عينات الدم.
ويرى خبراء أن سبب ذلك هو صعوبة أتمتة المهام التي تتطلب تدخلًا بشريًا مباشرًا وقرارات لحظية غير متوقعة، مثل تركيب المعدات أو إصلاح الأعطال، وهي أعمال يصعب على الآلات والروبوتات مجاراتها في الوقت الحالي.
استطلاع أجرته منصة "Resume Builder" شمل أكثر من 1400 شاب من جيل "Z"، كشف أن 42% منهم يعملون بالفعل أو يخططون للعمل في وظائف ذوي الياقات الزرقاء.
وأرجع المشاركون ذلك إلى رغبتهم في تجنب الديون الدراسية، والبحث عن استقرار مالي بعيدًا عن خطر الاستبدال بالذكاء الاصطناعي، كما أشارت النتائج إلى أن الذكور أكثر ميلاً من الإناث لاختيار المهن الحرفية.
اقرأ أيضًا: مهن تزيد خطر الإصابة بالسكري.. دراسة تكشف
ورغم الحماية المؤقتة التي تتمتع بها هذه المهن، فإن بعض الخبراء يرون أن الروبوتات قد تدخل تدريجيًا في مجالات مثل قيادة الشاحنات أو نقل المعدات، لكن لا يزال الطريق طويلًا قبل أن تحل محل العمالة البشرية في الأعمال المعقدة.
ويؤكد كين غولدبيرغ، رئيس مؤسسة تعلم الروبوتات بجامعة كاليفورنيا، أن الاعتقاد بأن الروبوتات ستستبدل البشر بالكامل "مجرد خرافة".
وفي صناعة السيارات، مثلًا، أصبح الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة في تشخيص الأعطال، لكنه لم ولن يُغني عن دور الميكانيكي في الإصلاح الفعلي.
كما أشار خبراء الاختبارات المهنية إلى أن التحدي الأكبر أمام الذكاء الاصطناعي يظل في التنفيذ المادي للأعمال، وهو ما يعزز قيمة المهن الحرفية لسنوات مقبلة.
وفي ضوء هذه التطورات، يبدو أن وظائف ذوي الياقات الزرقاء لن تكون فقط خيارًا بديلًا أمام الشباب، بل قد تصبح الملاذ الأكثر أمانًا في سوق العمل المستقبلي، الذي يعاد تشكيله تحت تأثير الذكاء الاصطناعي.
