دراسة جديدة: الجاذبية لا تقتصر على الشكل.. فما هي المعايير الجديدة؟
أظهرت دراسة جديدة أن الجاذبية لا تقتصر على المظهر الخارجي فقط، بل تشمل مجموعة من الإشارات غير اللفظية مثل الصوت، والرائحة، والحركة.
قامت الدراسة بفحص كيفية تقييم الناس لجاذبية الآخرين بناءً على الوجه، والصوت، والحركة، والرائحة. ورغم وجود بعض الأنماط المشتركة، أظهرت النتائج أن ما يجعل شخصاً جذاباً يختلف من فرد لآخر بشكل كبير.
هل اختلفت معايير الجاذبية؟
الدراسات التقليدية حول الجاذبية كانت تركز بشكل رئيس على الوجه، مع تحديد تفضيلات شائعة لميزات مثل التماثل والوسامة، التي كانت تُعتبر مؤشرات على اللياقة البيولوجية. ولكن في الحياة الواقعية، لا تقتصر الجاذبية على صورة الوجه فقط، بل يشترك الصوت والجسد حتى رائحة الجسم في التأثير على كيفية تقييم الشخص.
الفريق البحثي كان مهتماً بمغادرة هذا التركيز الضيق عن طريق فحص عدة إشارات غير لفظية في آن واحد، بالإضافة إلى دراسة ما إذا كانت أنماط الجاذبية عالمية أم ناتجة عن التوافق الشخصي.
الدراسة المنشورة في مجلة British Journal of Psychology.، شملت 61 شاباً، تم تصويرهم، وتسجيل أصواتهم، وتصويرهم أثناء التعبير عن مشاعر محايدة، بالإضافة إلى أخذ عينات من رائحة أجسادهم أثناء التمرين.
تم تقييم هؤلاء "العملاء" من قبل 71 مراقباً، حيث قاموا بتقييم هذه الإشارات على مقياس من سبع نقاط. كانت الإشارات تُعرض على حدة لتجنب التأثير المتبادل، على سبيل المثال، تم تقييم الرائحة أولاً قبل مشاهدة مقاطع الفيديو الصامتة أو الاستماع إلى التسجيلات الصوتية.
استخدم الباحثون نماذج إحصائية متقدمة لفحص ثلاثة أسئلة رئيسة: هل تختلف الإشارات غير اللفظية في كيفية إدراك الجاذبية؟ هل بعض الإشارات متكررة؟ وهل تفضيلات الأفراد الشخصية تؤثر على حكم الجاذبية؟
النتائج أظهرت أن الإشارات المتعددة مثل الفيديوهات مع الصوت كانت أكثر جذباً من الإشارات الأحادية مثل الرائحة أو الحركة، ولكن الفروق بين الإشارات كانت ضئيلة، مما يشير إلى أن الأشخاص يميلون إلى تفضيل أنماط معينة، ولكن لا يوجد إشارة واحدة تهيمن على الجاذبية.
اقرأ أيضًا: هل تؤثر الجاذبية في قرارات التوظيف أكثر من الجمال؟ دراسة تكشف
كما كشفت الدراسة أن الصوت والوجه كانا الأكثر توافقاً في تصنيف الجاذبية، بينما كانت العلاقة بين رائحة الجسم والصورة الأضعف. ومع ذلك، أظهرت رائحة الجسم ارتباطاً إيجابياً مع الحركة، ما يوحي بأن الإشارات الديناميكية مثل الرائحة والحركة قد تعكس خصائص متداخلة مثل الصحة.
عند تقييم الأفراد من الجنس نفسه، كان تفضيل الشخص أكثر تأثراً بـ التوافق الشخصي، مما يشير إلى أن الجاذبية في هذه الحالات تتعلق بالمواءمة الشخصية أكثر من الميزات المتفق عليها بشكل عام. في المقابل، كان التأثير على الجاذبية في التفاعل مع الجنس الآخر ناتجًا عن مزيج من التفضيلات المشتركة والتفضيلات الشخصية.
أجريت هذه الدراسة على مجموعة من البالغين الشباب في حالة صحية جيدة، مما قد يحد من تعميم النتائج على فئات عمرية أو حالات صحية أخرى، بالإضافة إلى أن الدراسة كانت في مختبرات، ما يجعل تطبيق النتائج على السياقات الاجتماعية الطبيعية محدودًا.
