بوابات التاريخ: خطواتك الأولى نحو أسرار القصور الاستثنائيّة
تحوّلت القصور التاريخية من شواهد على الماضي إلى وجهات سياحيّة تنبض بالحياة، تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم لاكتشاف أسرار الملوك والحكام، ويستطيع السائح أن يجد مزيجًا رائعًا من الفخامة المعمارية والفن الراقي والتاريخ العريق، حينما تطأ أقدامه جنبات تلك القصور التاريخية.
أبرز القصور الأوروبيّة التي يمكن زيارتها
قصر فرساي - فرنسا
يُعرف باسم "شاتو دو فرساي"، وهو نموذج للعمارة الباروكية، بُني عام 1623 كنزل صيد للملك لويس الثالث عشر، وأصبح مقر الحكومة الفرنسية بعد لويس الرابع عشر. يقع القصر على بعد 16 كم من باريس، ويضم القصر والحدائق والمتنزهات مساحة تزيد على 1977 فدانًا.
يضم القصر 2300 غرفة، أبرزها قاعة المرايا المزخرفة التي تحتوي على 17 نافذة و357 مرآة، ويزين سقفها لوحة جدارية لشارل لو برون تصور انتصارات لويس الرابع عشر.
اليوم، يُعد فرساي متحفًا مفتوحًا يضم أكثر من 60 ألف عمل فني، من أبرزها لوحة ماري أنطوانيت لإليزابيث لويز فيجيه-لوبرون عام 1783.
اقرأ أيضًا: هل يطيح قصر بريتزكر برقم بيزوس القياسي في سوق العقارات الأمريكية؟
القصر مفتوح للزوار طوال أيام الأسبوع ما عدا يوم الاثنين، وتبلغ تكلفة التذكرة 24 يورو. تمنحك التذكرة جولة في القصر بما في ذلك قاعة المرايا ومعرض المعارك الكبرى، عقار تريانون، المعارض الموقتة، الحدائق، والمنتزه.
قصر شونبرون النمسا
كان المقر الصيفي لحكام آل هابسبورغ في حي هيتزينغ، الدائرة الثالثة عشرة بفيينا. هذا القصر الباروكي، الذي يضم 1441 غرفة، يعد من أبرز المعالم المعمارية والثقافية والتاريخية في النمسا، ويمتد تاريخه وحدائقه لأكثر من 300 عام، عاكسًا تطلعات وذوق الملوك المتعاقبين.
من القرن الثامن عشر حتى عام 1918، كان شونبرون مقر إقامة الأباطرة، وصممه المهندسان المعماريان يوهان برنهارد فيشر فون إرلاخ ونيكولاس باكاسي. يزخر القصر بالفنون الزخرفية الرائعة وحدائقه، التي تضم أول حديقة حيوانات في العالم عام 1752، وأصبح منذ خمسينيات القرن العشرين معلمًا سياحيًا رئيسيًا.
قصر باكنغهام - المملكة المتحدة
بُني عام 1703 كـ "بيت باكنغهام" لدوق باكنغهام، وأصبح المقر الرسمي لملوك بريطانيا عام 1837 عند اعتلاء الملكة فيكتوريا العرش، ولا يزال رمزًا للملكية والتقاليد البريطانية.
تقيم العائلة المالكة البريطانية فيه، ويُستخدم بنشاط في مهام واحتفالات الدولة. يفتح القصر أبوابه للزوار خلال الافتتاح الصيفي السنوي، بحيث يمكن استكشاف غرف الدولة والتعرف إلى تاريخه، وتبدأ أسعار الجولات من حوالي 30 جنيهًا إسترلينيًا للبالغين، مع خيارات متنوعة تشمل جولات بصحبة مرشدين.
ولا تفوت مراسم تغيير الحرس، أحد أبهى مشاهد التراث البريطاني التقليدي.
القصر الملكي في مدريد
شُيد في القرن الثامن عشر على يد الملك فيليب الخامس في موقع قلعة مغربية سابقة، ويُعد أكبر قصر ملكي في أوروبا من حيث المساحة.
رغم استخدامه في الاحتفالات الرسمية، يفتح القصر أبوابه للزوار، ويتيح الوصول إلى العديد من الغرف التاريخية مثل قاعة العرش والأسلحة الملكية، ويقدم منظورًا غنيًا لتاريخ إسبانيا وعراقتها.
يمتد القصر على مساحة تزيد عن 135,000 متر مربع ويضم 3,418 غرفة، ويُعتبر من المقار الرسمية القليلة المفتوحة للجمهور. يزوره سنويًا نحو مليوني زائر.
كيف تحولت القصور إلى فنادق فاخرة؟
أدى العائد المالي المرتفع لقطاع السياحة إلى دفع العديد من الدول لتحويل بعض القصور الملكية القديمة غير المستغلة إلى فنادق فاخرة.
في فرنسا، على سبيل المثال، توجد مجموعة واسعة من القصور التاريخية التي تعكس قرونًا من الثقافة والفن والعمارة، ما يوفر فرصًا متعددة للمستثمرين لتحويلها إلى فنادق أو أماكن للفعاليات.
ونظرًا لتكاليف الصيانة الباهظة، أصبح تحويل هذه القلاع إلى فنادق حلاً عمليًا للحفاظ على هذه الجواهر المعمارية مع تحقيق دخل مستدام.
اقرأ أيضًا: أغنى رجل في آسيا يقتني قصر جيمس بوند التاريخي.. إليك قيمة الصفقة الفاخرة
تتطلب القلاع والقصور القديمة عناية مستمرة وتوفر الحكومة الفرنسية أحيانًا إعانات للمساعدة في ترميم هذه المباني، ولكنها غالبا ما تكون غير كافية لتغطية جميع النفقات، وفي مثل هذه الحالات، يعد قطاع الفنادق بديلا جذابًا، إذ يولّد دخلا يمكن إعادة استثماره في صيانة وترميم المعلم الأثري.
تقدم القلاع والفنادق في فرنسا تجربة تتجاوز مجرد الإقامة في فندق فاخر، فهي تعيد الزوار إلى الماضي، تتيح لهم تجربة فخامة وأناقة عصرٍ مضى، بحيث يمكنك أن تتخيل النوم في جناحٍ استضاف أفرادًا من العائلة المالكة، أو تناول الطعام في غرفةٍ استضافَت مآدب تاريخية، هذا التفرد هو ما يعزّز جاذبية المنشآت.
كما تقدم بعض القصور والفنادق تجارب هامة، مثل عروضًا لصيد الصقور، ركوب الخيل في أرجاء العقار، أو حتى دروسًا في الطبخ الفرنسي التقليدي.
قصور ملكية عربية مفتوحة للسياحة
قصر محمد علي بالمنيل القاهرة
يُعد من أجمل وأهم المتاحف التاريخية في مصر، ويعرض حقبة مهمة من تاريخ مصر الحديث. يتميّز القصر بتصميم معماري فريد يمزج بين الطراز الإسلامي الحديث والعناصر الفارسية والمملوكية، مستوحى من زخارف سورية ومغربية وأندلسية، مع لمسات عثمانية، ليجسد انسجامًا بين عدة تقاليد معمارية إسلامية.
أنشئ القصر بين عامي 1900 و1929، ويضم سورًا خارجيًا يحيط بالمدخل، ويحتوي على قاعة الاستقبال، برج الساعة، السبيل، المسجد، متحف الصيد، أماكن الإقامة، قاعة العرش، المتحف الخاص، القاعة الذهبية، إضافة إلى الحديقة الرائعة المحيطة بالقصر.
قصر السلاملك المنتزه الإسكندرية
بُني عام 1892 على يد الخديوي عباس حلمي الثاني كنزل صيد لعشيقته النمساوية المجرية الكونتيسة ماي توروك فون سزندرو، التي تزوجت لاحقًا باسم جاويدان هانم عبد الله. صممه المهندس المعماري اليوناني دميتري فابريسيوس باشا، كبير مهندسي الخديوي، ويقع القصر على تلة تطل على البحر الأبيض المتوسط في خليج المنتزه وحدائقه الخلابة. استمرت أعمال الترميم والتجديد تسع سنوات لإعادة القصر إلى روعة وفخامة العصر الملكي المصري.
يضم القصر 20 غرفة وجناحًا فاخرًا لكل منها طابعه الخاص:
جناح مولانا: خمس غرف وشرفة واسعة تستوعب 100 شخص.
جناح صاحبة الاسم: يصل سعة استيعابه إلى 70 شخصًا.
جناح دولة الريس: غرفتان.
جناح أفندينا: ثلاث غرف.
إضافة إلى جناح الأميرة، جناح صاحب المعالي، غرف الباي، وغرف الوصيفات، جميعها مصممة وفق أعلى المعايير الملكية.
اقرأ أيضًا: قصر ستانلي بارك التاريخي في إنجلترا معروض للبيع.. تعرف على تفاصيله الغامضة
أصبح مكتب جلالة الملك فاروق الآن مطعم الفاروق. يقدّم أطباقًا عالمية وإيطالية في أجواء راقية مطلة على البحر وحدائق المنتزه، مع موسيقى حية تضفي طابعًا مميزًا، إضافة إلى مقاهٍ مريحة للزوار.
حول قصر المربع التاريخي
أنشئ بأمر الملك عبد العزيز آل سعود، مؤسس المملكة، على بعد كيلومترين من الرياض القديمة وعلى مساحة 1680 مترًا مربعًا، مواكبًا لتوسع المدينة آنذاك. اتخذ القصر مقرًا رسميًا للعائلة المالكة منذ عام 1939، ومركزًا لإدارة شؤون الدولة واستقبال قادة العالم.
صُمم القصر وفق التصاميم التقليدية، بحيث زُينت غرفه بجذوع النخل وسعفه وأغصانه، وجدرانه من الطوب اللبن الممزوج بالقش، مع نقوش وزخارف مطبوعة على الجص، وتبرز الأعمدة المتعرجة جمال البناء رغم بساطته.
يضم 32 غرفة موزعة على طابقين، إضافة إلى قاعات استقبال ومكاتب إدارية.
يفتح القصر أبوابه للزوار:
السبت – الخميس: 9:00 صباحًا – 12:00 ظهرًا، و5:00 – 8:00 مساءً.
الجمعة: 5:00 – 8:00 مساءً.
زيارة القصر تتيح فرصة الانغماس في تاريخ الرياض وعمق تراثها الملكي.
