دراسة: خسارة الوزن تتفوق على العلاج الهرموني في هذه الميزة
كشفت دراسة طبية جديدة عن استراتيجية بديلة قد تتفوق على العلاج الهرموني التعويضي بالتستوستيرون (TRT) في تحسين مستويات الهرمون لدى الرجال المصابين بالسمنة، مشيرة إلى أن خسارة الوزن تلعب دورًا أكبر وأكثر شمولية في استعادة التوازن الهرموني والصحة العامة.
وأوضحت الدراسة، التي نشرت في مجلة Reproductive Biology and Endocrinology، أن السمنة تُعد من أبرز مسببات انخفاض التستوستيرون لدى الرجال، فيما يُعرف طبيًا بـ"قصور الغدد التناسلية الأيضي". حيث يؤدي تراكم الدهون، خاصة في منطقة البطن، إلى زيادة تحويل التستوستيرون إلى الإستروجين، مما يعزز اختلال التوازن الهرموني ويزيد من مشكلات مثل فقدان الكتلة العضلية، وتراكم الدهون، ومقاومة الإنسولين.
الدراسة الحديثة قارنت بين ثلاث مقاربات لعلاج انخفاض التستوستيرون المرتبط بالسمنة: تغييرات في نمط الحياة فقط، العلاج الهرموني التعويضي بالتستوستيرون (TRT) مع تغييرات نمط الحياة، وأخيرًا دواء تيرزيباتيد (TZP) مع تغييرات نمط الحياة.
ويُذكر أن تيرزيباتيد يعمل كمحفز مزدوج لمستقبلات GIP وGLP-1، ما يساعد على فقدان الوزن، وتحسين حساسية الإنسولين، وتقليل الشهية. شارك في الدراسة رجال يعانون من السمنة وقصور الغدد التناسلية الأيضي، وجميعهم التزموا بحمية غذائية منخفضة السعرات إلى جانب ممارسة المشي السريع يوميًا.
خسارة الوزن.. التوازن عبر نمط حياة صحي
أظهرت النتائج بعد مرور شهرين أن مجموعة تيرزيباتيد حققت الفوائد الأكبر مقارنة ببقية المجموعات، حيث شهد المشاركون انخفاضًا ملحوظًا في الوزن ومحيط الخصر وكتلة الدهون، مقابل زيادة في الكتلة العضلية الخالية من الدهون.
لكن النتيجة الأبرز كانت ارتفاع مستويات التستوستيرون بشكل أكبر لدى مجموعة تيرزيباتيد مقارنة بمجموعة TRT، إلى جانب تحسن الوظائف الجنسية والعديد من المؤشرات الأيضية.
وتعليقًا على النتائج، قال الباحث والمدرب "مينو هنسلمانز": "العلاج التعويضي بالتستوستيرون بات شائعًا للغاية هذه الأيام، وأحيانًا يُستخدم كغطاء لتناول المنشطات، لكن في الحقيقة ينبغي أن يكون خيارًا أخيرًا. الأهم هو استعادة التوازن عبر نمط حياة صحي، وغالبًا ما تكون هذه الخطوة كافية دون الحاجة لعلاجات مكلفة ومعقدة".
اقرأ أيضًا: التمر أم التين؟ فروقات جوهرية تحدد أيهما أنسب لخسارة الوزن
آثار العلاج التعويضي بالتستوستيرون على الصحة
تشير الدراسة إلى أن التركيز على فقدان الوزن لا يساهم فقط في تحسين مستويات التستوستيرون، بل يساعد كذلك على تعزيز الصحة الأيضية بشكل عام، عبر تحسين حساسية الإنسولين وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري. كما أن هذه المقاربة تقلل من الاعتماد طويل الأمد على العلاجات الهرمونية وما قد يرافقها من آثار جانبية.
تسلط الدراسة الضوء على ضرورة إعادة النظر في كيفية التعامل مع حالات انخفاض التستوستيرون لدى الرجال، خاصة المرتبطة بالسمنة، حيث تُظهر الأدلة أن معالجة السبب الجذري – وهو الوزن الزائد – يمكن أن تكون أكثر فعالية وأمانًا من اللجوء مباشرة إلى العلاج التعويضي.
وبينما يظل TRT خيارًا طبيًا معتمدًا في بعض الحالات، إلا أن النتائج الأخيرة تقدم مسارًا جديدًا أكثر شمولية، يعتمد على الدمج بين أسلوب حياة صحي وأدوية تعزز فقدان الوزن، ليمنح الرجال فوائد مزدوجة على المستوى الهرموني والتمثيل الغذائي.
