دراسة تكشف العلاقة بين البلاستيك وضعف خصوبة الرجال
كشفت تقارير علمية حديثة عن تفاقم أزمة عالمية مرتبطة بتراجع أعداد الحيوانات المنوية لدى الرجال، حيث ينخفض المعدل بنسبة تقارب 1% سنويًا منذ نصف قرن، وفق ما أكده عدد من الدراسات المتخصصة.
وفي وقت تُطرح فيه أسباب مثل السمنة ونمط الحياة قليل الحركة والشيخوخة، يؤكد خبراء أن العوامل البيئية وعلى رأسها المواد الكيميائية في البلاستيك، تمثل السبب الأكثر تأثيرًا في هذه الظاهرة.
الدكتورة شانا سوان، أستاذة الطب البيئي والصحة العامة بجامعة ماونت سايناي في نيويورك، شددت على أن الانخفاض يعود بدرجة كبيرة إلى السموم البيئية التي تعطل الهرمونات الجنسية، محذرة من أن استمرار الظاهرة يهدد الخصوبة البشرية على نطاق واسع.
اقرأ أيضًا: هل البلاستيك الصديق للبيئة يهدد توازن جسمك؟ دراسة تكشف العلاقة المقلقة
دور البلاستيك والمواد الكيميائية في التأثير على خصوبة الرجال
منذ خمسينيات القرن الماضي، يتزامن تراجع أعداد الحيوانات المنوية مع التوسع الهائل في استخدام البلاستيك عالميًا.
وتشير الأبحاث إلى أن المواد المضافة للبلاستيك، مثل الفثالات التي تمنح المواد مرونة، والبيسفينول التي تجعلها صلبة، ترتبط مباشرة بخلل هرموني خطير.
هذه المواد تعمل على خفض مستويات التستوستيرون وزيادة هرمون الإستروجين، ما يؤدي إلى آثار عميقة خصوصًا على الأجنة والرضع الذكور.
وسبق أن أثبتت سوان في دراسات ميدانية أن تعرض الأجنة الذكور للفثالات خلال مراحل حساسة من الحمل قد يسبب ما يعرف بـ"متلازمة الفثالات"، وتشمل تشوهات خفيفة في الأعضاء التناسلية وتراجع الخصوبة مستقبلًا.
وأضافت أن "انخفاض العدد الإجمالي للحيوانات المنوية عالميًا يمثل انعكاسًا مباشرًا لهذه التعرضات المبكرة".
اقرأ أيضًا: كم يأكل الإنسان من البلاستيك في الأسبوع؟
ورغم خطورة الأزمة، دعت سوان الأفراد إلى اتخاذ خطوات وقائية عملية، مثل تجنب استخدام عبوات الطعام والمياه البلاستيكية المرنة، والاعتماد على بدائل أكثر أمانًا كالزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ.
كما أوصت بالحرص على إعادة الاستخدام وتجنب التسخين المباشر للأطعمة في أوعية بلاستيكية، لما قد يسببه ذلك من تسرب المواد الكيميائية.
وأكدت سوان أن هذه الخطوات الفردية تظل إجراءات مؤقتة، بينما الحل الجذري يكمن في تطوير بدائل آمنة للبلاستيك التقليدي، بما يضمن تقليل الاعتماد على المواد المضافة الضارة التي تهدد الصحة الإنجابية العالمية.
