للرجال بعد الأربعين: اختبار الكالسيوم التاجي قد يكشف مبكرًا ما لا تراه!
كم بنَى الكالسيوم من عظامٍ، وكم أسهم في كلّ ضربةٍ للقلب يضخّ فيها الدم إلى كل خلايا جسمك، ولكن وعلى الرغم من فوائده فإنه قد يترسّب على جدران الشرايين التاجية، في حين غفلة، خاصةً إذا تلفت هذه الشرايين وتصلبت، ومِنْ ثمّ كان اختبار الكالسيوم التاجي للرجال بعد الأربعين؛ مؤشرًا مهمًا للتنبؤ بخطر الإصابة بمرض الشريان التاجي أو النوبة القلبية، فمتى تحتاج إلى إجراء فحص الكالسيوم في الشريان التاجي؟ وما الفرق بينه وبين الاختبارات القلبية الأخرى؟
اختبار الكالسيوم التاجي (CAC) للرجال
اختبار الكالسيوم التاجي (CAC) للرجال، أحد فحوصات القلب، التي تتنبأ بخطر الإصابة بمرض الشريان التاجي أو السكتة الدماغية لاحقًا؛ حتى لو لم يكُن لديك أي أعراض؛ إذ تلتقط الأشعة السينية صورًا تفصيلية للشرايين التاجية، التي تزوّد القلب بالدم؛ مُظهِرةً أي رواسب كالسيوم في الشرايين التاجية، والتي كُلّما زادت دلّت على خطرٍ أكبر للإصابة بمرض الشريان التاجي أو النوبة القلبية.
متى يتحوّل الكالسيوم إلى عدو للقلب؟
الكالسيوم من المعادن المفيدة لصحة القلب؛ إذ يُسهِم في النشاط الكهربائي وكذلك انقباض عضلة القلب، كما يسمح له بالحفاظ على إيقاع ثابت في ضخّ الدم، بالإضافة إلى التحكّم في ضغط الدم.
لكن من ناحيةٍ أخرى، فإنّ للكالسيوم دورًا في عملية تصلّب الشرايين؛ التي تتراكم فيها رواسب الدهون والكوليسترول "اللويحات"، داخل الشرايين، والتي إذا وُجِدت في الشرايين التاجية المُغذّية للقلب، زادت خطر الإصابة بنوبةٍ قلبية.
فمع التقدّم في العُمر، يمكن للكالسيوم الذي يسير في مجرى الدم أن يستقرّ في بعض أجزاء الجسم، وإذا كان هناك شرايين متضررة بالفعل، بسبب تراكم اللويحات والالتهابات، فإنّها ستجذب إليها أيضًا رواسب الكالسيوم بمرور الوقت، وهذا ما يسمّيه الأطباء بـ"تكلّس الشريان التاجي"، الذي يجعل تلك الشرايين أصلب وأضيق.
متى يُنصح الرجال بعد الأربعين بإجراء CAC؟
يُنصَح الرجال عمومًا، وخاصةً بعد سن الأربعين، بإجراء اختبار الكالسيوم التاجي، خاصةً في وجود أي من العوامل الآتية:
- سبق إصابة أحد أفراد العائلة بأمراض القلب.
- التقدّم في العُمر.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
- مرض السكري.
- زيادة الوزن.
- عدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- التدخين.
اقرأ أيضًا:عرَض خفي قد ينذر بأمراض القلب والسكتة الدماغية للرجال
كيف تُفسَّر نتائج فحص الكالسيوم في الشريان التاجي للرجل؟
درجة اختبار الكالسيوم التاجي الصحية هي 0، ما يعني أنّه ليس لديك ترسّبات في الشرايين التاجية، وأنّ احتمالية الإصابة بنوبة قلبية منخفضة، لكن كُلّما ارتفعت درجة اختبار الكالسيوم التاجي، زاد خطر الإصابة بنوبةٍ قلبية، وفيما يلي جدول يوضّح التفاصيل، حسب "Healthline":
كيف يُجرى فحص الكالسيوم في الشريان التاجي للرجال بعد الأربعين؟
الاختبار عبارة عن فحص بالأشعة المقطعية، يستغرق حوالي 10 دقائق فحسب، وخلالها يقوم الفنّي بتوصيل أقطاب كهربائية بصدرك، لمراقبة معدّل ضربات قلبك خلال الاختبار.
كما يساعدك الفنّي أيضًا في وضعك بشكل مسطح على طاولة تنزلق إلى داخل جهاز دائري؛ إذ يضبط هذا الجهاز وضعك في أثناء تصوير القلب بالأشعة السينية، كما قد يُطلّب منك حبس أنفاسك عِدّة ثوانٍ في كل مرة للحصول على صورةٍ صحيحة.
كيف تستعد قبل اختبار الكالسيوم التاجي CAC؟
يتطلّب إجراء اختبار الكالسيوم التاجي بعض الأمور، والتي منها على سبيل المثال، حسب "Cleveland Clinic":
- إخبار طبيبك بالأدوية أو المواد التي تسبّب لك الحساسية، وكذلك الأدوية التي تتناولها.
- تجنّب الأطعمة والمشروبات والتدخين، لمدة 4 ساعات قبل الاختبار.
- تجنّب تناول القهوة في اليوم الذي تُجرِي فيه الاختبار.
- اتّباع تعليمات الطبيب بعناية.
هل لاختبار الكالسيوم التاجي أضرار؟
غالبًا لا يسبّب اختبار الكالسيوم التاجي أضرارًا، فهو آمن عمومًا، لكن التعرّض المتكرر للأشعة السينية، قد يزيد خطر الإصابة بالسرطان، خاصةً قبل سن الأربعين، لذا يجب عدم تكرار اختبارات الأشعة السينية، ما لم تكُن هناك ضرورة إليها، كما يجب استشارة الطبيب بشأن سلامة ومخاطر أي اختبار.
اقرأ أيضًا:كل ما تحتاج إلى معرفته عن متلازمة لازاروس: عندما ينبض القلب من جديد
الفارق بين CAC والاختبارات التقليدية للقلب
يُعدّ اختبار الكالسيوم التاجي مفيدًا في التنبؤ بمدى احتمالية الإصابة بمرض الشريان التاجي أو النوبة القلبية، حتى في غياب أي أعراضٍ، أمّا الاختبارات الأخرى للقلب، فقد تكون أنسب في حالة وجود أعراض أو خطر فعلي للإصابة بمرض الشريان التاجي، ومن أمثلة تلك الاختبارات:
- رسم القلب: يراقِب الإشارات الكهربائية التي تنتقل عبر القلب، ويساعد على تحديد ما إذا كُنت أصبت بنوبة قلبية قبل ذلك أم لا، كما يرصد عدم انتظام ضربات القلب.
- تخطيط صدى القلب: اختبار تصويري، يعتمد على الموجات فوق الصوتية لإنشاء صورة لقلبك، ورصد أي مشكلة صحية به.
- اختبار الجهد: يقيس مدى الضغط على القلب في أثناء النشاط البدني، وكذلك خلال الراحة، بمراقبة النشاط الكهربائي للقلب في أثناء المشي على جهاز المشي أو ركوب درّاجة ثابتة.
- القسطرة القلبية: يحقن الطبيب صبغة معينة داخل الشرايين التاجية، من خلال قسطرة تدخل عبر شريان في الفخذ أو الرسغ؛ إذ تساعد الصبغة على تحسين صورة الأشعة لرصد أي انسداد في الشرايين التاجية.
كيف تحمي نفسك من مرض الشريان التاجي؟
بغض النظر عن نتيجة اختبار الكالسيوم التاجي، فإنّ تغيير نمط الحياة إلى نمطٍ صحي هو الحلّ الأول للوقاية من مرض الشريان التاجي، وكذلك للعلاج إلى جانب العلاجات الموصوفة من قِبل الطبيب، حال التشخيص بذلك المرض بالفعل، وفيما يلي أهم النصائح:
1. اتباع نظام غذائي صديق للقلب:
تساعد بعض الأطعمة على الوقاية من أمراض القلب، مثل:
- الفواكه والخضراوات.
- الحبوب الكاملة، مثل الشوفان، الكينوا، الأرز البني.
- البروتين الخالي من الدهون، مثل صدور الدجاج.
- الأسماك.
- المكسرات.
- زيت الزيتون.
مع الحد من الأطعمة التي قد تزيد خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي، مثل الحلويات، الأطعمة المقلية، اللحوم الحمراء والمصنعة، منتجات الألبان كاملة الدسم، بالإضافة إلى عدم تناول أكثر من ملعقة صغيرة من الملح يوميًا، لأنّ الإفراط في تناوله، قد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب.
2. زيادة النشاط البدني:
تقوي التمارين الهوائية عضلة القلب، كما تساعد على خسارة الوزن، والتحكّم في مستويات الكوليسترول في الدم، لذا يُنصَح بممارسة التمارين الرياضية متوسطة الشدة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا (30 دقيقة كل يوم 5 أيام في الأسبوع)، مثل المشي.
3. خسارة الوزن الزائد:
يضع الوزن الزائد ضغطًا إضافيًا على قلبك والأوعية الدموية، بل إنّ فقدان 5 - 10% فقط من وزن جسمك، يساعد على خفض ضغط الدم والكوليسترول الضار، كما يمكِن أيضًا أن يقلّل خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي، حسب "Hopkinsmedicine".
اقرأ أيضًا:"عندما يعجز القلب عن ضخ الدم".. أسباب قصور القلب وطرق علاجه
4. السيطرة على مستويات السكر في الدم:
مرض الشريان التاجي هو السبب الرئيس للوفاة لدى مرضى السكري؛ إذ يتسبّب ارتفاع نسبة السكر في الدم بمرور الوقت إلى تلف الشرايين، ما قد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، لذا ينبغي السيطرة على مستويات السكر في الدم بتناول الأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب، واعتماد نظامٍ غذائي صحي.
5. تجنّب التوتر:
من الطبيعي أن تتوتر من وقت لآخر في تلك الأيام، لكن إذا كان التوتر مستمرًا كل يوم، فقد يزيد ذلك خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وتلف جدران الشرايين، ما يُعطِي الفرصة للكالسيوم كي يتسلّل ويترسّب فيها.
لذا حاول أن تتجنّب التوتر قدر الإمكان، من خلال تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل أو التنفس العميق، أو ممارسة الرياضية بانتظام.
6. تناول الأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب:
قد يصف الطبيب بعض الأدوية لعلاج مشكلات صحية، وقد يؤدي إهمالها إلى زيادة خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي، مثل ارتفاع الكوليسترول في الدم أو ارتفاع ضغط الدم، وفي مثل تلك الحالات، يجب تناول أدوية الكوليسترول الموصوفة، أو أدوية ضغط الدم المرتفع أو غير ذلك من أدوية يصفها لك الطبيب، ليس لعلاج المشكلة فحسب، بل وللوقاية من مضاعفاتها، التي قد يكون مرض الشريان التاجي من بينها.
