إيلون ماسك يفقد شعبيته: هل أصبح عبئًا على تسلا وصناعة السيارات الكهربائية؟
أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسسة غالوب الأمريكية تحولًا كبيرًا في صورة الملياردير إيلون ماسك، حيث اعتبره 61% من المشاركين شخصية غير محبوبة، ليصبح بذلك من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في الولايات المتحدة.
ويأتي هذا التراجع في الشعبية بعد سنوات طويلة اعتُبر خلالها ماسك رمزًا للابتكار والتجديد، خصوصًا من خلال نجاحاته في مجال السيارات الكهربائية والفضاء.
ولم تتوقف انعكاسات هذه النتائج عند حدود السمعة الشخصية، بل امتدت إلى قطاع الأعمال، فقد أظهرت بيانات الأسواق أن شركة تسلا، التي تُعد أبرز إنجازات ماسك، شهدت انخفاضًا ملحوظًا في مبيعاتها داخل أوروبا والصين، وهما من أكبر أسواق السيارات الكهربائية في العالم.
ويرى محللون أن ارتباط العلامة التجارية باسم ماسك أصبح عبئًا على تسلا، بعدما كان يمثل في السابق عنصرًا جاذبًا للمستثمرين والعملاء.
اقرأ أيضًا: "إينيموري".. عادة يابانية تدعم إنتاجية الموظفين
"تأثير ماسك" على سوق السيارات الكهربائية
يشير خبراء الصناعة إلى ما بات يُعرف بـ"تأثير ماسك"، حيث لا تقتصر تداعيات صورته السلبية على تسلا وحدها، بل تمتد لتؤثر على سوق السيارات الكهربائية عالميًا.
إذ يلاحظ أن المستهلكين أصبحوا أكثر ترددًا في الإقبال على شراء هذه السيارات، حتى من شركات منافسة، بسبب ارتباط صورتها الذهنية بجدل ماسك وسلوكه المثير للانقسام.
هذا التراجع في الحماس يهدد بشكل مباشر معدلات تبني السيارات الكهربائية، التي تعد ركيزة أساسية في خطط العالم للتحول نحو وسائل نقل مستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
كان يُنظر إلى ماسك لسنوات على أنه واحد من أبرز العقول في مجال الابتكار، حيث أسس مسارًا جديدًا لصناعة السيارات عبر تسلا، وفتح آفاقًا لرحلات الفضاء التجارية من خلال "سبيس إكس".
إلا أن استطلاعات الرأي الأخيرة تُظهر أنه لم يعد يحظى بنفس الإجماع والإعجاب السابقين، بل بات يُصنف كواحد من أكثر الشخصيات استقطابًا للرأي العام.
اقرأ أيضًا: بيل غيتس يكشف عن الوظيفة التي لن يحبها أبداً
هذا التحول في النظرة العامة يثير قلق المستثمرين، خصوصًا مع ربط العديد من الشركات العالمية بين سمعة قادتها وثقة العملاء في منتجاتها.
فمع كل تراجع في صورة ماسك، تتأثر القيمة السوقية لتسلا، وهو ما قد يؤدي إلى إعادة التفكير في استراتيجيات التسويق التي لطالما اعتمدت على شخصيته كواجهة جاذبة.
ويذهب بعض المحللين إلى أن استمرار هذا التراجع، قد يدفع الشركة مستقبلًا إلى الفصل بين العلامة التجارية واسم مؤسسها لضمان الاستقرار.
وبينما لا تزال تسلا تحتفظ بمكانتها الريادية في السوق، فإن استمرار تراجع صورة ماسك قد يشكل تحديًا طويل المدى، ليس فقط للشركة بل لصناعة السيارات الكهربائية ككل.
فالمستهلكون الذين كانوا يرون في ماسك رمزًا للمستقبل الأخضر، باتوا اليوم ينظرون بعين الشك إلى الوعود المرتبطة بالتحول المستدام، وهو ما يضع الصناعة أمام اختبار حقيقي، للحفاظ على ثقة الجمهور بعيدًا عن الجدل المرتبط بالأفراد.
