دراسة: تربية الأمهات الاستجابية تقلل بدانة الأطفال
كشفت دراسة علمية حديثة أن التربية الاستجابية، أي أسلوب يعتمد على قراءة إشارات الطفل والاستجابة لها بشكل مناسب وفي وقتها، تمثل نهجًا فعالًا في الحد من السلوكيات التي تزيد احتمالية إصابة الأطفال بالبدانة منذ الأشهر الأولى من حياتهم.
تشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل خمسة أطفال في الولايات المتحدة يعاني من البدانة، وهو مؤشر قوي لمشكلات صحية مزمنة مستقبلًا.
وأكدت الدراسة أن الأطفال الذين يكتسبون وزنًا زائدًا قبل عامهم الثاني، خصوصًا عندما يُشجَّعون على إنهاء الطعام حتى بعد الشبع، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالبدانة في مراحل لاحقة من الطفولة.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف: عضلات الساق القوية تحمي الأطفال من السمنة
أهمية التربية الاستجابية
قاد الدراسة المنشورة في مجلة Pediatric Obesity، فريق من جامعة ولاية بنسلفانيا ، بمشاركة الباحثة ييننغ ما والدكتورة جينيفر سافاج ويليامز. وأكد الفريق أن التربية الاستجابية تساعد الأمهات في فهم إشارات أطفالهن بشكل أفضل، مثل الجوع أو التعب، والاستجابة لها بطرق صحيحة تحافظ على توازن التغذية وتقلل من فرص الإفراط في الأكل.
اعتمد الباحثون على بيانات 288 زوجًا من الأمهات والرضع من أسر منخفضة الدخل، ضمن تجربة سُمّيت WEE Baby Care. وقد تلقت مجموعة من الأمهات برنامجًا متكاملًا يجمع بين متابعة أطباء الأطفال وإشراف أخصائيي التغذية بينما حصلت مجموعة أخرى على الرعاية المعتادة.
شمل البرنامج الاستجابي توجيهات متعلقة بالتغذية، النوم، التهدئة، وأهمية اللعب التفاعلي، إلى جانب استخدام أداة تقييم أنماط الحياة المبكرة (EHL) لرصد السلوكيات المرتبطة بالبدانة خلال مراحل النمو الحرجة.
أظهرت النتائج أن الأمهات اللواتي شاركن في التدخل الاستجابي كنّ أقل ميلًا للضغط على أطفالهن لإنهاء الرضاعة، كما تجنبن استخدام الهواتف أو الأجهزة الذكية أثناء التغذية أو اللعب، ونجحن في تنظيم نوم مبكر لأطفالهن وتقليل الرضاعة الليلية. وانعكس ذلك في انخفاض درجات السلوكيات المرتبطة بالبدانة عند عمر شهرين مقارنةً بالمجموعة الأخرى.
أوضحت الدكتورة ليزا بيلي-ديفيس أن استخدام أداة التقييم (EHL) أتاح التعامل مع مجموعة من عوامل الخطر بشكل متزامن، بدلًا من التركيز على سلوك واحد فقط. وأكد الفريق البحثي أن هذا التكامل بين الرعاية الطبية والتغذية يوفر دعمًا فعالًا للأمهات، خصوصًا في البيئات محدودة الموارد.
أشار الباحثون إلى أن متابعة هذا النوع من التدخلات قد تسهم في تقليل تراكم عوامل الخطر المرتبطة بالبدانة منذ الطفولة المبكرة. كما يخطط الفريق لمواصلة دراسة أثر أداة (EHL) على وزن الأطفال مع تقدمهم في العمر، بهدف تطوير استراتيجيات عملية يمكن تطبيقها في العيادات.
