هل ترتدي الحذاء الرياضي المناسب؟ اكتشف كيف تختار الأفضل لراحتك ولنوع التمرين
قد تظنّ أنّ اختيار الحذاء الرياضي المناسب لنوع التمرين رفاهية، لكنّ الحقيقة أنّه لا يقل أهمية عن اختيارك للمقاس المناسب لحذائك؛ فالحذاء المناسب للتمرين، يعزّز أداءك الرياضي، ومِنْ ثمّ يضيف إلى الفوائد التي تجنيها من التمرين، كما يحميك من الإصابات التي قد تلحق بالقدم أو الكاحل، وتعطل من تقدمك.
والحقيقة أن الأحذية الرياضية قد تختلف باختلاف وظيفتها والغرض منها، ورغم ذلك فإن حذاء الجري مثلًا قد يكون مماثلًا لحذاء رفع الأثقال، فكيف تختار الحذاء الرياضي المناسب لك؟
أهمية اختيار الحذاء الرياضي المناسب
يجب أن تستثمر في حذائك الرياضي جيدًا، إذ لا يحميك من الإصابة خلال التمرين فقط، بل قد يسهِم في تعزيز أدائك الرياضي أيضًا، والتفصيل فيما يلي:
1. الوقاية من الإصابات:
توفّر الأحذية المناسبة الدعم والثبات اللازمَين للقدم والكاحل، مما يساعد على منع الإصابات خلال ممارسة التمارين، بل يمكِن أن يساعد اختيار الحذاء الرياضي المناسب لنوع التمرين في تقليل خطر الإصابة ببعض المشكلات الشائعة، مثل:
- آلام الساق.
- التهاب اللفافة الأخمصية.
- التواء الكاحل.
فمثلًا قد يؤدي ارتداء أحذية لا توفّر دعمًا كافيًا خلال ممارسة التدريبات المتقطعة عالية الكثافة "HIIT" إلى التواء الكاحل أو التهاب الأوتار، ومِنْ ثمّ فإن اختيار حذاء مناسب ضروري لممارسة أي تمرين دون التعرّض لإصابة.
2. تعزيز الأداء الرياضي:
تختلف الحركات المطلوبة باختلاف التمارين الرياضية، ويجب أن يدعم حذاؤك هذه الحركات، فمثلًا تُصمّم أحذية الجري بحيث تحتوي على بطانة ودعم لامتصاص الصدمات والمساعدة في الانطلاق.
أمّا أحذية التمارين المتنوعة، فتوفّر ثباتًا للحركات الجانبية ودعمًا لمن ينشطون في رفع الأثقال، لذا فإنّ اختيار حذاءٍ مناسب لنوع التمرين الذي تمارِسه، يمكِن أن يُحسِّن أداءك وقدراتك الرياضية.
3. الأولوية لراحتك:
يمكن للأحذية غير المريحة أن تجعلك غير متحمس لممارسة الرياضة؛ إذ قد تكون ممارسة التمارين أصعب، وقد يبدو ذلك جليًا في تمرين مثل القرفصاء، إذا لم يتوفر دعم الحذاء بشكلٍ كاف في أثناء ممارسته.
على النقيض من ذلك فإنّ الأحذية المناسبة تعزّز راحتك، بما يضمن التركيز على التمرين دون تشتيت انتباهك بسبب آلام القدمين أو غيرها من المشكلات.
4. دعم صحة قدميك على المدى الطويل:
تتحمّل قدميك الكثير في أثناء ممارسة التمارين، لذا يجب أن تعتني بها جيدًا، فاختيار الأحذية المناسبة يضمن ذلك، بتعزيز محاذاة القدم بشكلٍ صحيح، وتخفيف الضغط على عضلاتك ومفاصلك، وبمرور الوقت يمكِن أن يسهم ذلك في تحسين صحة القدم.
5. زيادة الثبات والتوازن:
سواء كنت ترفع الأثقال أو تؤدي تمارين بليومترية، فإنّ الاستقرار والتوازن ضروريان، لممارسة التمارين بوضعية جسم صحيحة، وأيضًا للوقاية من الإصابات، ومِنْ ثمّ فإن اختيار أحذية مناسبة لهذا النوع من التمارين، يضمن الدعم اللازم للحفاظ على ثباتك، ما يقلّل خطر التعرض لسقوط أو انزلاق أو التواء الكاحل.
كيفية اختيار حذاء رياضي لتحسين الأداء
يعتمد اختيار أفضل حذاءٍ رياضي يناسِب التمرين الذي تمارِسه على عِدّة عوامل، منها:
1. العُمر ومستوى اللياقة البدنية:
يعتمد اختيار الحذاء المناسب على مستوى لياقتك البدني حاليًا، وكذلك العُمر، فإذا كُنت جديدًا في ممارسة نوع معين من التمارين الرياضي، فقد تحتاج إلى حذاءٍ يوفّر دعمًا وتبطينًا أكبر، مقارنةً بمن له باع طويل في ممارسة هذا التمرين.
2. وقت ممارسة التمارين الرياضية:
قد تحتاج التدريبات الأطول إلى مزيد من التبطين والدعم، للمساعدة في تقليل التعب ومنع الإصابات، فإذا كُنت تقضي ساعات طويلة في صالة الألعاب الرياضية، فقد تكون بحاجةٍ إلى أحذية توفّر دعمًا أكبر.
3. اختيار المقاس المناسب:
أمر بدهي؛ إذ يجب أن يكون مقاس الحذاء مناسبًا، لراحتك أولًا، وللوقاية من الإصابات ثانيًا، لذا تأكّد عندما تختار الحذاء من وجود مساحة كافية في منطقة أصابع القدم، وأنّ الكاحل لا ينزلق في أثناء المشي.
اقرأ أيضًا:لماذا يُنصح بممارسة التمارين الرياضية حافي القدمين؟
كيفية اختيار الحذاء الرياضي المناسب لنوع التمرين
حسب "Footcare MD"، فإنّ هناك بعض الأمور التي يجب الانتباه إليها عند اختيار الحذاء تبعًا لنوع التمرين، على النحو التالي:
1. أحذية الجري:
تميل الأفكار التقليدية إلى أن يكون حذاء الجري به قدر كاف من التبطين لامتصاص الصدمات، لكن ثمّة من يؤيد بأن تكون أحذية الجري البسيطة التي لا تحتوي على أي تبطين تقريبًا، ولا تُوجَد بيانات لتحديد نوع الحذاء الأفضل.
لذا إذا اخترت حذاءً مبطنًا، فابحث عن امتصاص الصدمات بشكلٍ عام، المرونة، التحكم، الاستقرار في منطقة الدعامة الخلفية للكعب في الحذاء (الجزء الصلب من الحذاء الموجود في مؤخرة الحذاء خلف الكعب مباشرةً)، بالإضافة إلى خفّة وزن الحذاء وقدرته على منع انزلاقك، فهذه الخصائص تساعد على تجنب:
- آلام قصبة الساق.
- التهاب الأوتار.
- آلام الكعب.
2. أحذية المشي:
أمّا لو كُنت تُفضِّل المشي، فابحث عن حذاء خفيف الوزن، مع امتصاص إضافي للصدمات في الكعب، خاصةً تحت منطقة مشط القدم، فهذا يساعد على تقليل آلام الكعب وكذلك ألم مشط القدم.
كذلك يساعد الحذاء ذو النعل المستدير أو المتأرجح قليلًا (منحني قليلًا)، إذ يعزّز الحركة الطبيعية لتدحرج القدم في أثناء المشي، كما يجب عليك أيضًا البحث عن حذاء، الجزء العلوي فيه ناعم ومريح، وكذلك أن يكون جزء النعل الذي يلامس الأرض ناعمًا.
3. أحذية التمارين الهوائية:
يُفضّل للتمارين الهوائية أن تكون الأحذية خفيفة الوزن، وتتمتّع بامتصاص إضافي للصدمات في النعل الموجود أسفل مشط القدم، حيث يقع أكبر قدرٍ من الضغط، كما يُفضّل أن تمارس التمارين على سطح ناعم، مثل السجادة.
4. أحذية التنس:
يحتاج لاعبو التنس إلى حذاء يدعم القدم في أثناء الحركات السريعة من جانب إلى آخر، أو تغييرات اتجاه الوزن خلال لعب التنس.
لذا ابحث عن حذاء يوفّر ثباتًا داخل القدم وخارجها، وعلى الملاعب الناعمة، فارتدِ حذاءً ذا نعلٍ أكثر نعومة، لأنّه يوفّر تماسكًا أفضل مع الأرض، ما يمنع الانزلاق، أمّا في الملاعب الصلبة، فستحتاج إلى نعلٍ ذي نقشٍ أكبر وأوضح.
اقرأ أيضًا:تمارين التمدد: سلاحك الذكي للوقاية من الإصابات الرياضية
5. أحذية التمارين المتنوعة:
تجمع أحذية التدريب المتقاطع، بين العديد من الميزات المذكورة بالأعلى، حتى تتمكّن من ممارسة أكثر من رياضة واحدة؛ إذ يجب أن يتمتّع الحذاء بمرونة في مقدمة القدم للجري، وكذلك يوفّر تحكمًا جانبيًا جيدًا للتمارين الهوائية أو التنس.
الفرق بين الأحذية الرياضية لتمارين الجري ورفع الأثقال
لا ينبغي استخدام أحذية الجري خلال رفع الأثقال، لأن الأولى مصممة لدعم الحركة المتكررة للجري، فيما يتطلّب رفع الأثقال شكلًا مختلفًا من الدعم؛ إذ يحتاج إلى حذاء ذي نعلٍ صلب، حتى يتمكّن الكعبين من الدفع إلى الأرض في أثناء التمرين.
كذلك فإنّ دعم تقوس القدم في أحذية الجري التقليدية، لا يسهّل نمو العضلات في القدمين، بل قد يمنعه أيضًا، حسب موقع "mens journal".
متى يجب التخلص من أحذية الجري؟
قد تعتقد أنّ زوج الأحذية الذي اشتريته يظلّ صالحًا للاستخدام لعدة سنوات، لكن الحقيقة أنّه يجب استبدال الأحذية المستخدمة لأي نوع من التمارين، خاصةً إذا كُنت تستخدمها بانتظام.
وأحذية الجري مثلًا تدوم لـ500 ميل على الأكثر (804 كيلومترات)، حسب "ISSA"، وبالنسبة لبعض الناس هذا يعني 3 أشهر فقط، وبالنسبة لغيرهم قد يستغرق ذلك 6 أشهر أو أكثر.
وبعيدًا عن حساب المسافات، فهُناك قاعدة أساسية هي أن تشعر بمفاصلك، فإذا بدأت تشعر بالألم في أثناء الجري، فمن المحتمل أن يكون حذاؤك مهترئًا، وبحاجةٍ إلى استبدال، ونفس الأمر ينطبق على معظم الأحذية الرياضية، ولا تنس أنّ الأحذية الأخف وزنًا تتآكل أسرع من تلك التي تحتوي على تبطينًا جيدًا.
