دراسة جديدة تكشف تأثير الفصول على الساعة البيولوجية
نشرت مجلة Science Advances دراسة حديثة كشفت أن قدرة الإنسان على التكيف مع العمل بنوبات ليلية وتغير الفصول قد تكون مرتبطة بجين محدد يعرف باسم SLC20A2.
شملت الدراسة نحو 3,000 متدرب طبي ارتدوا أجهزة تتبع صحية على معصمهم لمدة عام كامل، لرصد النشاط البدني وساعات الاستيقاظ.
ووجد الباحثون اختلافات كبيرة بين المشاركين، حيث أظهر بعضهم تغييرات واضحة في النشاط بين الصيف والشتاء، بينما لم يظهر البعض الآخر أي فرق، بل واظهر البعض نمطًا معاكسًا.
هذا يؤكد أن التكيف مع الفصول ليس موحدًا بين الأفراد ويرتبط بعوامل جينية محددة.
كيف تؤثر الفصول على إيقاعات الجسم والنشاط اليومي؟
أظهرت الدراسة أن عدد الخطوات اليومية وساعات اليقظة كانت أعلى خلال الصيف مقارنة بالشتاء، وأن الأشخاص الذين أظهروا أكبر تفاوت موسمي في نشاطهم البدني عانوا من اضطرابات أكبر عند العمل الليلي في الشتاء، مقارنة بالصيف.
استخدم الباحثون بيانات معدل ضربات القلب لحساب "الوقت الداخلي" لكل مشارك، أي الوقت الذي يشعر به الجسم بالنسبة للساعة البيولوجية، والتي تتحكم في كل شيء بدءًا من درجة حرارة الجسم وصولًا إلى مستويات الهرمونات.
وقد أوضح الباحثون أن اختلاف الاستجابة الموسمية مرتبط بتغير طول النهار، والذي يؤثر بدوره على القدرة على التكيف مع العمل الليلي وربما على التعافي من اضطرابات الرحلات الجوية الطويلة.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف تأثير الوالدين على الجينات عبر أداة إحصائية مبتكرة (تفاصيل)
ما دور جين SLC20A2 في التكيف الموسمي والعمل الليلي؟
ركزت الدراسة على خمسة اختلافات جينية محددة في SLC20A2 تُعرف باسم SNPs، ووجد الباحثون أن أنماط هذه الاختلافات (الجينوتايب) تؤثر على إيقاعات الساعة البيولوجية والنشاط البدني والقدرة على التكيف مع العمل الليلي في الشتاء.
يلعب هذا الجين دورًا حيويًا في خلايا الدماغ، حيث ينظم حركة الأيونات داخل الخلايا العصبية، مما يؤثر على الإشارات الكهربائية الأساسية لعمل الدماغ. كما أشار الباحثون إلى أن تعرض الإنسان للضوء الطبيعي والاصطناعي يضيف طبقة إضافية من التفاوت الفردي في التكيف الموسمي.
فهم هذه الأسس البيولوجية يمكن أن يساعد في وضع استراتيجيات صحية مخصصة للعمال بنوبات ليلية، وتحسين جودة النوم وتقليل آثار اضطراب الرحلات الجوية أو تغير الفصول.
