بعد أزمة التنمر.. الأمير هاري يخطط لإطلاق مؤسسة خيرية جديدة للأطفال في أفريقيا
كشفت صحيفة ذا ميل أون صنداي أن الأمير هاري مؤسسة خيرية جديدة باتت قريبة من الظهور، حيث يعتزم دوق ساسكس التعاون مع الأمير سييسو من ليسوتو لإطلاق مشروع خيري جديد يواصلان من خلاله جهودهما في مكافحة الفقر والإيدز في دول مثل ليسوتو وبوتسوانا.
يأتي هذا التطور بعد انسحاب هاري من منظمة Sentebale التي أسسها مع الأمير سييسو عام 2006، وذلك إثر خلاف علني مع رئيسة المنظمة، الدكتورة صوفي تشانداوكا، التي اتهمته بالتنمر والتمييز، وهي مزاعم نفتها لجنة المؤسسات الخيرية البريطانية بعد تحقيق رسمي لم يجد أي دليل يدعمها.
خلفية الخلاف مع Sentebale
الخلاف بدأ في أبريل 2024 وتفاقم لاحقًا بسبب اختلافات حول أسلوب إدارة الأعمال الخيرية والفواتير الاستشارية. وفي مارس الماضي، أعلن هاري والأمير سييسو وعدد من الأعضاء استقالتهم، واصفين العلاقة مع رئيسة المنظمة بأنها "مكسورة وغير قابلة للإصلاح".
"تبادل لكمات ونزيف".. هل حدث شجار جسدي بين الأمير هاري وبين عمه الأمير أندرو؟
إصرار على مواصلة الرسالة
رغم الأزمة، يؤكد هاري التزامه بمواصلة العمل الخيري في أفريقيا، إما عبر تأسيس كيان جديد أو بدعم منظمات قائمة تعمل في نفس المجال. وقال مصدر مقرب: "الدوق قلق بشأن استمرار الحرب ضد الفقر والإيدز، وهو والأمير سييسو مصممان على متابعة المهمة".
وبهذه الخطوة، يسعى الأمير هاري مؤسسة خيرية جديدة إلى تحويل الخلافات الأخيرة إلى فرصة لبدء مرحلة جديدة من العمل الإنساني، مع الحفاظ على هدفه في دعم الأطفال الأكثر احتياجًا في أفريقيا.
أزمات أفريقيا الصحية
وتواجه أفريقيا منذ عقود مزيجًا معقدًا من الأزمات الاجتماعية والصحية، أبرزها التنمر بأشكاله المختلفة وانتشار فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، وكلاهما يترك أثرًا بالغًا على الفئات الأكثر هشاشة، خاصة الأطفال والنساء.
وفي العديد من المجتمعات الأفريقية، ما زال التنمر ظاهرة واسعة الانتشار، سواء في المدارس أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى في أماكن العمل. ويتخذ التنمر أشكالًا متعددة مثل السخرية من المظهر أو اللهجة أو الخلفية الاجتماعية، وأحيانًا يمتد إلى أشكال من التنمر العنصري أو القائم على النوع الاجتماعي. هذه الممارسات لا تؤثر فقط على الصحة النفسية للأطفال والشباب، بل تضعف ثقتهم بأنفسهم وتحدّ من قدرتهم على إتمام تعليمهم أو الانخراط في المجتمع بشكل إيجابي.
خطوة ناعمة من الأمير هاري لإنهاء التوتر مع الملك تشارلز
إلى جانب التنمر، تظل أفريقيا أكثر القارات تضررًا من وباء الإيدز، خاصة في دول جنوب القارة مثل ليسوتو وبوتسوانا وجنوب أفريقيا، حيث تسجل أعلى معدلات انتشار للفيروس عالميًا. ويعاني ملايين الأطفال من فقدان أحد الوالدين أو كليهما بسبب المرض، ما يضاعف من مشكلاتهم الاجتماعية والتعليمية.
كما أن الوصم الاجتماعي المرتبط بالإصابة بالفيروس يجعل المصابين عرضة للتهميش والتنمر، ما يدفع البعض للعزلة ويمثل عقبة أمام الحصول على العلاج.
والتنمر ضد المصابين بالإيدز أو المنتمين لعائلات متأثرة بالمرض يفاقم المعاناة، إذ يحرم الضحايا من الدعم النفسي والاجتماعي الضروري، ويثنيهم عن طلب المساعدة الطبية المبكرة، ما يزيد من معدلات العدوى والوفيات.
منظمات محلية ودولية تعمل على التصدي لهذه الأزمات عبر حملات توعية في المدارس والمجتمعات، وبرامج دعم نفسي واجتماعي، إضافة إلى توفير العلاج المجاني أو منخفض التكلفة للمصابين بالإيدز. كما يتم التركيز على دمج مكافحة التنمر في المناهج التعليمية وتدريب المعلمين على التعامل مع هذه السلوكيات.
