فيروز تودّع ابنها.. تفاصيل جنازة زياد الرحباني
في وداع حزين لأحد أعمدة الفن اللبناني الحديث، أعلنت عائلة الرحباني عن موعد جنازة الفنان الراحل زياد الرحباني، الذي توفي صباح السبت 26 يوليو 2025، عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض تليّف الكبد. ومن المقرر أن يُشيّع جثمانه غدًا الإثنين في قدّاس رسمي وشعبي يقام في كنيسة "رقاد السيدة" في بلدة المحيدثة - بكفيا، بمحافظة جبل لبنان، عند الساعة الرابعة عصرًا.
اقرأ أيضًا: أغنيات زياد الرحباني.. أبرز 10 ألحان استثنائية عزفت وجع الوطن
سيُنقل الجثمان صباح الإثنين من مستشفى الخوري في منطقة الحمراء بوسط بيروت، حيث كان يخضع للعلاج، إلى بلدته الأصلية بكفيا، ليوارى الثرى في مسقط رأس عائلته.
وستُقام مراسم الجنازة والوداع في الكنيسة، في حضور عدد من الشخصيات السياسية والثقافية والفنية، التي نعت الراحل بوصفه "ضمير الفن اللبناني الحديث"، كما جاء في بعض البيانات.
موعد عزاء زياد الرحباني
أكدت مصادر مقربة من العائلة أن السيدة فيروز، والدة الراحل، ستُشارك في مراسم التشييع، وتُلقي نظرة الوداع الأخيرة على نجلها الوحيد، في لحظة يتوقع أن تكون من أكثر اللحظات تأثيرًا في الوجدان العربي، إذ لطالما ارتبط اسم زياد بفنهما المشترك ومسيرتهما التي صنعت تاريخًا موسيقيًا استثنائيًا.
أفادت العائلة أن العزاء سيُقام في الكنيسة نفسها، بدءًا من الساعة 11 صباحًا وحتى السادسة مساء من يوم الإثنين، على أن يُستأنف استقبال المعزّين في اليوم التالي، الثلاثاء، في التوقيت ذاته. وقد دعت العائلة كل من أحبّ زياد وفنّه إلى الحضور لتوديعه في رحلته الأخيرة.
تفاصيل وفاة زياد الرحباني
في بيان صادر عن مستشفى الخوري، أكدت الإدارة أن وفاة الفنان زياد الرحباني وقعت عند الساعة التاسعة من صباح يوم السبت، مشيرة إلى أن الطاقم الطبي قام بإبلاغ العائلة فورًا. وجاء في البيان: "شاء القدر أن يرحل هذا الفنان الاستثنائي، الذي شكّل علامة فارقة في تاريخ المسرح والموسيقى في لبنان والعالم العربي".
وعقب إعلان الوفاة، توالت برقيات النعي من شخصيات رسمية وفنية، إذ عبّر كل من رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، عن حزنهم لفقدان أحد أبرز رموز الإبداع اللبناني، كما نعاه عشرات الفنانين والإعلاميين من مختلف أنحاء الوطن العربي، مستحضرين مسيرته الفنية الجريئة وأعماله التي عكست الواقع الإنساني والسياسي بأسلوب ناقد وفكر متوقد.
اقرأ أيضًا: وداعا زياد الرحباني.. نكهة التمرد تفقد صوتها الجريء في الموسيقى والمسرح العربي
وُلد زياد الرحباني في الأول من يناير عام 1956، وهو الابن الوحيد للسيدة فيروز والموسيقار الراحل عاصي الرحباني. انطلقت مسيرته الفنية باكرًا، حيث برز منذ مطلع السبعينيات عبر أعمال مسرحية لافتة مثل "سهرية" و"نزل السرور"، التي تناولت الواقع اللبناني بلغة جديدة تمزج بين السخرية والعمق السياسي. ولم يقتصر إبداعه على المسرح، بل امتد إلى التلحين والتوزيع، إذ قدّم لوالدته مجموعة من الأغنيات التي شكّلت تحولًا في مسيرتها، ورسّخ من خلالها أسلوبًا موسيقيًا خاصًا به، يجمع بين الشرق والغرب، ويحمل بُعدًا نقديًا لا يخلو من الفطنة والتهكّم.
