دراسة تكشف العلاقة بين الدخل المالي والرغبة في الارتباط العاطفي
في وقت تتزايد فيه معدلات العزوبية حول العالم، توصلت دراسة نفسية جديدة إلى أن ارتفاع الدخل قد يلعب دورًا مهمًا في زيادة رغبة الأفراد العزّاب في الدخول في علاقات عاطفية، لكنه لا يجعلهم بالضرورة أكثر سعادة في حالة العزوبية.
نُشرت الدراسة في مجلة Journal of Marriage and Family، واستندت إلى بيانات طويلة الأمد وشملت آلاف المشاركين العازبين من فئات عمرية تتراوح بين منتصف العشرينيات وحتى منتصف الثلاثينيات.
في الدراسة الأولى، تابع الباحثون 638 مشاركًا في الولايات المتحدة لمدة 6 أشهر، ووجدوا أن من لديهم دخل أعلى كانوا أكثر ميلًا إلى قول إنهم يرغبون في شريك، ويشعرون بأنهم "جاهزون" للارتباط، وكانوا بالفعل أكثر احتمالًا لبدء علاقة جديدة خلال الفترة نفسها.
أما الدراسة الثانية، فاعتمدت على بيانات من لوحة الأسرة الألمانية (German Family Panel)، وشملت 2,774 مشاركًا عازبًا تم تتبعهم على مدار أكثر من 10 سنوات. النتائج كانت متقاربة: كلما ارتفع الدخل، زادت احتمالية الرغبة في الارتباط، وارتفعت فرص الدخول في علاقة جديدة خلال عام واحد. ورغم أن التأثير ظهر أقوى لدى الرجال، فإن الفارق بين الجنسين لم يكن كبيرًا.
اقرأ أيضًا: لماذا نحب؟ دراسة نفسية تكشف السبب الأهم لنجاح العلاقات
هل يكفي الدخل المرتفع وحده لتعزيز الرغبة في الارتباط؟
ورغم هذه النتائج، فإن مستوى الدخل لم يكن مرتبطًا بالشعور بالرضا عن حياة العزوبية. سواء كان الشخص ميسورًا أو محدود الدخل، لم تظهر فروقات كبيرة في مدى استمتاعه بالحياة بمفرده. حتى بعد احتساب عوامل مثل التوتر المالي أو الإحساس بالحرمان، بقيت العلاقة بين الدخل والرضا عن العزوبية ضعيفة.
الباحثون، ومنهم الأستاذ جيوف ماكدونالد من جامعة تورونتو، رأوا أن الشباب يتخذون قرارات عقلانية في ظل أوضاع اقتصادية غير مستقرة، معتبرين أن الاستقرار المالي شرط نفسي قبل الالتزام بعلاقة جدية.
ولفتت الدراسة إلى أن الاستقرار المالي اللحظي (كالزيادة المؤقتة في الدخل) لا يؤثر كثيرًا في الرغبة في الارتباط، بعكس مستوى الدخل الحالي الذي يبدو أكثر ارتباطًا بالشعور بالاستعداد.
رغم أن الدراسة لم تثبت أن المال "يسبب" الرغبة في الحب، فإنها فتحت بابًا واسعًا أمام تساؤلات جديدة: هل الشقة المستقلة، أم السيارة، أم وظيفة ثابتة، هي ما يحدد استعداد الفرد؟ وهل تؤثر هذه العوامل بطريقة متساوية في الثقافات المختلفة؟
الباحثون دعوا إلى توسيع نطاق الأبحاث مستقبلًا لتشمل مجتمعات أقل فردانية وأكثر تنوعًا ثقافيًا، حيث قد تلعب العوامل الاقتصادية والاجتماعية أدوارًا مختلفة تمامًا في بناء العلاقات.
