من المسك إلى الورد الطائفي.. هكذا تمت مراحل غسل الكعبة هذا العام
في مشهد تتجلّى فيه الروحانية والهيبة، شهد فجر الخميس، الموافق 15 محرم 1447، إقامة مراسم غسل الكعبة المشرفة، وهو تقليد سنوي تحرص المملكة العربية السعودية على إحيائه في ذات اليوم من كل عام هجري.
ويأتي الغسل بعد أيام قليلة من استبدال كسوة الكعبة الجديدة التي تتم في مطلع العام الهجري، لتتكامل بذلك مظاهر الطهارة والقداسة في أطهر بقاع الأرض.
وتبدأ مراسم الغسل بكنس أرضية الكعبة من الغبار والأتربة، ثم تُستخدم أوانٍ نحاسية خُصصت لمزج ماء زمزم مع دهن الورد الطائفي والعود والمسك، تُبلّل بها أقمشة ناعمة لمسح جدران الكعبة الداخلية، قبل أن تُغسل الأعمدة الثلاثة والأرضيات.
يلي ذلك عملية التجفيف باستخدام أقمشة ذات مسكات خشبية، لتنتهي المرحلة بتطييب الجدران بالكامل بأفخر أنواع العطور، في أجواء تعبق بالبخور وتُضفي سكينة روحانية تليق بجلال المكان.
سُلَّم #الكعبة_المشرفة |
قطعة فريدة شهدت خلال 25 عام مناسبات غسل الكعبة المشرفة، وظلت حاضرة في كل مشهد من مشاهد العناية بأقدس بقعة على وجه الأرض. pic.twitter.com/w8TRZVtdPV— الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين (@AlharamainSA) July 10, 2025
اقرأ أيضًا: في ظلمة الفجر.. حدث مهيب يغير ملامح الكعبة المشرفة
مراحل الغسل وسرّ السلم الفريد
شهدت مراسم غسل الكعبة المشرفة لعام 2025 تنفيذ ثلاث مراحل دقيقة، بدأت بمرحلة التحضير التي استخدم فيها 20 لترًا من ماء زمزم ممزوجًا بـ80 مل من دهن العود الخاص. ثم أتت مرحلة الغسل التي اعتمدت على 540 مل من ماء الورد الطائفي، و11 لترًا من طيب الغسل الخاص بالكعبة، و3 مل من المسك المعتّق. أما المرحلة الثالثة، فكانت مخصصة للتطيب والتبخير باستخدام 500 مل من دهن الورد الطائفي و500 مل من بخور العود الفاخر.
ولتنفيذ هذه العملية بدقة، استُخدم سلم خاص لباب الكعبة صُنع من خشب "التيك" ويعمل بـ24 بطارية. يبلغ طوله نحو 5.65 متر، وعرضه 1.88 متر، بارتفاع يناهز 4.80 متر، ويزن أكثر من 6.5 طن.
ويحتوي السلم على خزانات مياه داخلية ووحدات تكييف مخصصة، وقد أحضر إلى الحرم المكي عام 2000، ويُعد من أهم العناصر اللوجستية في مراسم الغسل السنوية.
