لحظة نادرة في سماء مكة.. الشمس تتعامد على الكعبة
تشهد مكة المكرمة يوم الثلاثاء المقبل الموافق 27 مايو 2025، ظاهرة فلكية دقيقة وفريدة تتمثل في تعامد الشمس على الكعبة المشرفة، وهي لحظة يتساوى فيها موقع الشمس مع خط عرض مكة تمامًا، بحيث تقع الشمس في سمت الكعبة مباشرة، ويختفي ظلها بالكامل عند توقيت الظهر المحلي.
وتُعد هذه الظاهرة من أهم الأحداث الفلكية التي يترقبها المهتمون بالعلوم الفلكية والدينية، لكونها تحمل دلالة رمزية وعملية في آنٍ معًا، وتُستثمر لتحديد اتجاه القبلة بدقة من أي نقطة في العالم من دون الحاجة لأي أدوات تقنية.
توقيت التعامد وانعدام الظل
ووفق ما أعلنته جمعية نور الفلك بمنطقة القصيم، فإن الظاهرة ستحدث تحديدًا عند الساعة 12:18 ظهرًا بتوقيت مكة المكرمة، حيث تكون الشمس في أعلى نقطة في السماء فوق الكعبة، فيتلاشى ظلها تمامًا، وهو ما يُعرف فلكيًا بـ"الاستواء الشمسي".
وفي هذا التوقيت، يمكن لمراقبي السماء حول العالم تحديد اتجاه القبلة بمنتهى الدقة، من خلال مراقبة الظلال، إذ يُشير الاتجاه المعاكس للظل إلى موقع الكعبة بدقة كبيرة، وهي وسيلة تقليدية قديمة ما زالت فعّالة حتى اليوم.
كيف يمكن الاستفادة من الظاهرة؟
أوضح عيسى الغفيلي، رئيس الجمعية، أن تعامد الشمس على الكعبة يحدث مرتين في السنة، خلال انتقالها الظاهري بين مداري الجدي والسرطان، وهي الفترة التي تمر فيها الشمس مباشرة فوق خط عرض مكة المكرمة. ويؤكد أن هذه الظاهرة تمثل فرصة ثمينة لتصحيح اتجاهات القبلة في المساجد، المنازل، وحتى في الفضاءات المفتوحة، من خلال مراقبة الظلال الملقاة في لحظة التعامد.
وأضاف أن المآذن، وأعمدة الإنارة، والأبراج العالية، تتيح وسيلة بصرية واضحة لملاحظة الانحراف أو الدقة في الاتجاه، إذ يكون ظلها ممتدًا بعيدًا عن اتجاه القبلة الحقيقي.
اقرأ أيضًا: دليلك لزيارة أبرز معالم المدينة المنورة في موسم الحج 1446 هـ
دقة فلكية تربط بين العلم والعبادة
وتبرز هذه الظاهرة في تقاطع لافت بين العلوم الفلكية والممارسات الدينية، إذ تتيح فرصة علمية نادرة لفهم حركة الأجرام السماوية وربطها بتقاليد العبادة الإسلامية. كما تُعزز الوعي بأهمية الفلك في الحياة اليومية، لا سيما في المسائل المتعلقة بالوقت والاتجاه.
ومن المنتظر أن تشهد الظاهرة اهتمامًا واسعًا من قبل المتابعين في العالم الإسلامي، لكونها من الظواهر القليلة التي تُمكّن من تحديد القبلة ببساطة عبر مراقبة الطبيعة نفسها، من دون الحاجة لأي تطبيق أو أداة إلكترونية.
