هل الحب المفرط يضعف الذاكرة؟.. دراسة حديثة تصدم العشاق
رغم الصورة الرومانسية التي يُرسم بها، لا يبدو أن الحب دائمًا يجلب صفاء الذهن، فقد كشفت دراسة حديثة نُشرت في دورية بحوث الدماغ السلوكية Behavioural Brain Research أن الأشخاص الذين يعانون أعراض إدمان الحب – أي الارتباط العاطفي القهري بالشريك – يُبلّغون عن مشكلات في الذاكرة والتركيز والوظائف الإدراكية اليومية، سواء في العمل أو في الحياة الشخصية.
علاقة الحب بالاكتئاب
وشملت الدراسة تحليل بيانات أكثر من 600 بالغ، تراوحت أعمارهم بين 18 و50 عامًا، خضعوا لاستبيانات دقيقة بين يوليو 2022 ومايو 2023.
وقد قسّم الباحثون المشاركين إلى ثلاث مجموعات بناءً على شدة الأعراض، وتبيّن أن الذين ظهرت عليهم أعراض شديدة أو متوسطة لإدمان الحب عانوا تراجعًا واضحًا في الذاكرة والانتباه، وتزايدًا في نوبات القلق والاكتئاب.
الحب والسوشيال ميديا
ومن أبرز نتائج الدراسة، أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يُعد مؤشرًا قويًا على تفاقم أعراض إدمان الحب، فكلما زادت مراقبة الشريك عبر المنصات الرقمية، تفاقمت المشاعر القهرية، وتدهور الأداء العقلي.
وأوضحت التحليلات الإحصائية أن القلق والاكتئاب الوسيطان الأساسيان في هذه العلاقة، حيث يؤثران سلبًا في الإدراك الذاتي والقدرة الذهنية.
وعلى الرغم من أن الدراسة اعتمدت على التقييم الذاتي، فإنها سلّطت الضوء على أحد أوجه المعاناة العاطفية التي قلّما تُؤخذ على محمل الجد في العيادات النفسية، إذ رُبطت أعراض إدمان الحب بانخفاض المرونة النفسية، وسوء مهارات المواجهة، وارتفاع احتمال استخدام أدوية نفسية.
ويُشير الباحثون إلى أن علاج القلق والاكتئاب لدى هذه الفئة قد يُخفف من الأثر الإدراكي السلبي، داعين إلى تعزيز التوعية الرقمية والوقاية النفسية، خاصة بين الشباب الذين يواجهون علاقات عاطفية غير مستقرة في بيئة رقمية ضاغطة.
الدراسة حملت عنوان: "أعراض الإدمان العاطفي وشكاوى الإدراك الذاتي: الدور الوسيط للاكتئاب والقلق وتأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي Love addiction symptoms and subjective cognitive complaints: The mediator role of depression and anxiety and the impact of social media use".. وأعدها فريق من الباحثين بقيادة جيانباولو ماغي، ونُشرت في 30 يونيو 2025.
