باولو كويلو يكتب لـ «الرجل» :طرق عديدة
طريق النور
قال الشاب: "منذ سنوات وأنا أسعى وراء التنوير، وأشعر أني أوشكت على بلوغه. أود أن أعرف ما هي الخطوة التالية".
سأله المعلم: "كيف تعيل نفسك"؟
أجاب الشاب: "أمي وأبي يساعدانني".
قال المعلم: "الخطوة التالية هي أن تحدق في الشمس لنصف دقيقة".
وعندما نفّذ الشاب الأمر، طلب منه المعلم أن يصف الحقل المحيط به.
أجاب الشاب: "لا أستطيع، فقد شوشت أشعة الشمس بصري".
علق المعلم قائلًا: "إن واصلت التحديق في الشمس، فستصاب بالعمى. وإن كنت تبحث عن النور فحسب، وتترك مسؤولياتك للآخرين، فإنك تنسى طبيعتك البشرية وسينتهي بك الأمر أعمى أيضًا".
طريق التعصب
خلال موسم مسرحي في شيكاغو، تعرضت الممثلة سارة برنار لهجوم عنيف من قبل أسقف "الكنيسة الأسقفية" الذي وصفها على منبره بأنها "عاهرة بابلية".
وعندما انتهى الموسم المسرحي بعد سلسلة عروض كاملة الحضور، أرسلت برنار شيكًا إلى الأسقف مرفقًا بملاحظة تقول: "عادة ما أنفق 400 دولار على الإعلانات عندما أصل إلى مدينة جديدة. وبما أنك توليت نصف مهمة الترويج نيابة عني، أرفق لك شيكًا بقيمة 200 دولار لأبرشيتك".
طريق النمر
كان الرجل التقي يسير في الغابة عندما رأى ثعلبًا جريحًا.
تساءل: "كيف سيتمكن من إطعام نفسه"؟
في تلك اللحظة، أقبل نمر حاملًا فريسة بين أنيابه. أشبع جوعه ثم ترك الباقي للثعلب.
فكر الرجل "إذا كان الله يعين الثعلب، سيعينني أنا أيضًا".
عاد إلى بيته وانتظر أن تحمل له الملائكة الطعام أيضًا.
لكن لم يحدث شيء. وعندما أصبح ضعيفًا لدرجة أنه لم يعد قادرًا على الخروج والعمل، ظهر له ملاك أخيرًا وسأله: "لِمَ اخترت تقليد الثعلب الجريح؟ انهض، خذ أدواتك، واتبع طريق النمر".
اقرأ أيضًا: باولو كويلو يكتب لـ «الرجل» : عن الأناقة
طريق الرحمة
قال الشاب لرئيس دير الزن: "أرغب في الانضمام إلى الدير، لكنني لم أتعلم شيئًا مهمًا. كل ما علمني إياه والدي هو الشطرنج، وهذا لا يساعد في بلوغ التنوير".
طلب رئيس الدير رقعة شطرنج واستدعى أحد الرهبان وطلب منه اللعب مع الشاب، وأضاف قائلًا: "من يخسر سيموت".
شعر الشاب كأنه يقاتل من أجل حياته، وأصبحت رقعة الشطرنج مركز العالم بالنسبة له.
غير أنه، بما كان يعرفه من استراتيجيات، سرعان ما أدرك أن الراهب سيتعرض للهزيمة.
وعندما كان يستعد للخطوة الحاسمة، لاحظ القداسة على وجه خصمه.
فبدأ يتعمد اللعب بشكل خاطئ ، فقد فضل أن يموت لأن الراهب قد يكون أكثر نفعًا للإنسانية منه.
فجأة، رمى رئيس الدير رقعة الشطرنج أرضًا وقال: "لقد تعلمت أكثر مما لقنوك. لقد عرفت أن طريق النور، لا يعتمد على التركيز فقط، بل على الرحمة أيضًا. أقبلك تلميذًا عندي".
طريق الشاعر
في ثلاثة سطور في ختام إحدى أروع قصائد الأدب العالمي، يلخص الشاعر روبرت فروست الحالة الإنسانية:
"طريقان تفرعا في غابة صفراء وأنا-
اخترت الطريق الأقل ارتيادًا
وكان ذلك ما أحدث كل الفرق".
