من الأكثر تأثراً بتفاوت الدخل بين الزوجين: الرجال أم النساء؟ دراسة حديثة تجيب

كشفت دراسة حديثة نُشرت بتاريخ 30 أبريل 2025 في مجلة "Evolution and Human Behavior"، أن الرجال يظهرون نفورًا أكبر من التفاوت الاقتصادي مقارنة بالنساء، خاصة عند التفكير في العلاقات العاطفية والزواج.
ويفسر الباحثون ذلك بأن الرجال يتوقعون انخفاض جودة حياتهم بعد الزواج في المجتمعات ذات الفجوة الاقتصادية الكبيرة، بعكس النساء اللاتي يتوقعن تحسنًا في أوضاعهن.
دراسة: فارق العمر في العلاقات العاطفية يتغير مع الوقت
الاختلاف بين الجنسين في استجابتهم للتفاوت الاقتصادي
رغم أن التفاوت الاقتصادي يُعد أمرًا غير مرغوب فيه لدى الجميع، فإن هذه الدراسة تُعد من الأولى التي تسلط الضوء على تأثير هذا التفاوت في سياق العلاقات الرومانسية من منظور تطوري.
يرى الباحثون أن هذا الاختلاف في التوجه بين الجنسين يرتبط باستراتيجيات التزاوج المختلفة؛ فالرجال في البيئات غير المتكافئة اقتصاديًّا يواجهون منافسة أكبر، وفرصًا أقل في تكوين أسر مستقرة، بينما يمكن للنساء في هذه البيئات أن يرتبطن برجال ذوي مكانة أعلى، ما قد يحسن من ظروفهن المعيشية.
تحليل بيانات سكانية في الولايات المتحدة والصين
اعتمدت الدراسة على خمس تجارب، منها تحليل بيانات سكانية من "الولايات المتحدة" و"الصين". في التجربتين الأولى والثانية، وجد الباحثون ارتباطًا بين ارتفاع التفاوت الاقتصادي وانخفاض نسبة الرجال في سن الإنجاب مقارنة بالنساء، ما يشير إلى عزوف الرجال عن البقاء في هذه المناطق. وفي تجربة لاحقة، تم تتبع تحركات أكثر من 4.7 ملايين أمريكي، ليتبين أن الرجال يهاجرون من الولايات الأكثر تفاوتًا اقتصاديًّا بمعدلات أعلى من النساء.
دراسة: معايير اختيار الشريك لا تتأثر بالعمر أو الدخل كما نعتقد
تجارب نفسية تكشف التوجهات عند التفكير في الزواج
في تجربتين أُجريتا في "الصين"، طُلب من أكثر من 1200 طالب جامعي تخيل العيش في مجتمع يعاني من تفاوت اقتصادي، مع التركيز إما على الحياة المهنية أو البحث عن شريك. أظهرت النتائج أن الرجال قللوا من تفضيلهم للمجتمع الذي يعاني من تفاوت اقتصادي عندما فكروا في الزواج، مقارنة بالنساء، بينما لم تظهر الفروق ذاتها عند التفكير في العمل فقط.
توقعات الحياة بعد الزواج تفسر الفروق بين الجنسين
أشارت الدراسة إلى أن توقعات جودة الحياة بعد الزواج كانت عاملاً حاسمًا في تشكيل مواقف المشاركين. الرجال في المجتمعات غير المتكافئة اقتصاديًّا توقعوا تدهور أوضاعهم، بينما توقعت النساء تحسنها. وأكد تحليل إحصائي أن هذه التوقعات تفسر الفجوة بين الجنسين في تفضيلات العيش في مجتمعات ذات تفاوت اقتصادي.
النتائج تفتح آفاقًا لفهم أعمق للسلوك البشري
تقدم نتائج هذه الدراسة رؤى جديدة حول العلاقة بين البيئة الاقتصادية وتفضيلات الأفراد عند تكوين العلاقات العاطفية. وعلى الرغم من أن أبحاثًا سابقة أظهرت اهتمام النساء بعدالة التوزيع، إلا أن هذه الدراسة تؤكد أن الظروف والسياقات، مثل التفكير في الزواج، قد تعيد تشكيل هذه المواقف.
لكن الدراسة لم تخلُ من محدوديات، إذ إن أغلب المشاركين كانوا طلابًا جامعيين من الصين، ما قد يحد من تعميم النتائج ويفتح الباب لمزيد من الأبحاث في مجتمعات وثقافات وسياقات مختلفة.