دراسة: تفكير من يرتكبون الخيانة يشبه أسلوب المجرمين
كشفت دراسة حديثة صدرت عن جامعة ألاباما أن الخيانة الزوجية تشترك في خصائصها النفسية والسلوكية مع السلوك الإجرامي، حيث يستخدم الذين يخونون شركاءهم طرقاً مشابهة للمجرمين في التفكير والتبرير، وفي كيفية إخفاء أفعالهم عن الآخرين.
وأجرى الدراسة المنشورة في مجلة Deviant Behavior، فريق بقيادة الباحث تيموثي ديكنسون وبمشاركة توفا كوهين من جامعة ولاية نيوجيرسي، اللذين طبقا ثلاث نظريات جنائية لفهم الكيفية التي يفكر بها من يرتكبون الخيانة: نظرية الضغوط العامة، ونظرية الردع، ونظرية التبرير الأخلاقي.
دوافع الخيانة
أوضحت النتائج أن الدافع الرئيس وراء الخيانة يرتبط بعوامل الضغط النفسي والعاطفي، سواء المتعلقة بظروف العمل أو الأوضاع المعيشية أو التحديات الأسرية. كثير من المشاركين في الدراسة تحدثوا عن نقص العاطفة أو غياب التواصل مع الشريك، واصفين حياتهم الزوجية بأنها "ميتة"، ما جعلهم ينظرون إلى العلاقات أخرى بوصفها وسيلة للهروب من الإحباط وليس سعياً وراء المغامرة فقط.
إلا أن الدراسة أشارت إلى أن هذا السلوك لا يزيل المعاناة كما يظن البعض، إذ سرعان ما يشعر الخائن بالذنب والارتباك والخوف من انكشاف أمره، مما يضاعف حالته النفسية ويخلق نوعاً من "دائرة التوتر" المستمرة.
أما في ما يخص نظرية الردع، فقد لاحظ الباحثون أن من يخونون شركاءهم يميلون إلى تطوير استراتيجيات متقدمة لتقليل مخاطر الاكتشاف، مثل استخدام هواتف خاصة أو حسابات بريد سرية، والاجتماع في أماكن بعيدة عن الأنظار. كما يتعمّد بعضهم التصرف بشكل أكثر اهتماماً أو لطفاً مع الشريك لإخفاء الشكوك، فيما يلجأ آخرون إلى التلاعب النفسي بجعل شريكهم يشك في مشاعره.
بيّنت الدراسة أن كثيراً من الخونة يستخدمون حججاً تبريرية مشابهة لتلك التي يقدمها المجرمون لتخفيف الشعور بالذنب، منها نفي المسؤولية بحجة أن "الاحتياجات العاطفية هي ما دفعهم للفعل"، أو التهوين من الضرر بالقول "ما دام الشريك لا يعرف، فلن يتأذى"، بل إن بعضهم يبرر صمته بأنه "يحمي الطرف الآخر من الألم".
كما أشار بعض المشاركين إلى تبرير خيانتهم بدافع "الولاء لمشاعر الحب الحقيقي" تجاه الطرف الآخر في العلاقة، معتبرين أن ما حدث ليس خيانة بل "سعي نحو السعادة".
وخلص الباحثون إلى أن آليات التفكير لدى الخونة تشبه إلى حد كبير تلك التي يعتمدها المجرمون في تقليل الشعور بالذنب وتبرير أفعالهم، من خلال الدمج بين الضغط النفسي والرغبة في الإخفاء وتحريف الصورة الأخلاقية للحدث.
وتقول الدراسة إن هذه النتائج قد تساعد في توسيع النظريات الجنائية لتشمل السلوكيات "المنحرفة اجتماعياً" وليس فقط الجرائم القانونية، مما يقدم فهماً أعمق لطبيعة السلوك الإنساني عندما يتداخل فيه الانفعال مع الأخلاق.
