العودة الانتقامية: تمرد ناعم داخل المكاتب الحديثة

نشر موقع Fortune استطلاع رأي، أمس الاثنين، يكشف عن تنامي ظاهرة تُعرف بـ"العودة الانتقامية إلى المكتب" (Revenge RTO)، وهي سلوكيات احتجاجية يمارسها الموظفون بعد فرض العودة الإلزامية إلى أماكن العمل دون مراعاة كافية لظروفهم أو تقديم مبررات مقنعة، مثل أن يأخذ موظف وجبات خفيفة من الثلاجة دون إذن، أو موظفة تتوقف عن تسجيل وقت الخروج أثناء استراحة الغداء، أو يترك موظفون العمل بمجرد مغادرة المدير.
انتهاكات صغيرة تكشف عن مشكلة كبيرة
تشير هذه السلوكيات، رغم بساطتها، إلى انهيار غير معلن في العقد الاجتماعي بين الموظفين والإدارة. فوفقًا لما أوضحه "بيتر كابيلي" أستاذ الإدارة في "جامعة وارتون"، فإن تصرفات الموظفين هذه تنبع من شعورهم بالظلم، ومحاولة لإعادة التوازن بطريقة شخصية.
يقول كابيلي: "عندما يشعر الموظف بعدم العدالة، يسعى لتحقيق العدالة بطريقته الخاصة"، موضحًا أن هذا يعكس فشلًا على مستوى القيادة والإدارة.
ما لا تعرفه عن بيئة عمل إنفيديا.. وكيف حافظت على موظفيها منذ 2008؟
السبب: غياب الشفافية وسوء التنفيذ
ويرى العديد من خبراء الموارد البشرية أن سياسات العودة إلى المكاتب غالبًا ما يتم تنفيذها دون تبريرات واقعية أو بيانات داعمة، إضافة إلى ضعف التواصل مع الموظفين أو تجاهل احتياجاتهم النفسية والمعيشية.
ووفقًا لشهادات بعض العاملين، فإن القرارات تُتخذ دون نقاش، مما يخلق حالة من التوتر وعدم الالتزام الفعلي، وإنْ بدا في الظاهر عكس ذلك.
الرئيس التنفيذي لرالف لورين: بعض الموظفين يحتاجون إلى صراحة صادمة
ما الذي يجب أن تفعله الإدارة؟
ينصح الخبراء بدلاً من اللجوء إلى أساليب رقابية صارمة، بأن تعيد المؤسسات النظر في طريقة فرض السياسات، مع فتح قنوات تواصل فعّالة، وتقديم مبررات واضحة لأي تغييرات تنظيمية.
التحدي اليوم لا يكمن فقط في التزام الموظفين بالحضور، بل في ترميم العلاقة المهتزة بين الطرفين، واستعادة الثقة التي تُعد أساسًا لأي إنتاجية واستقرار مهني.