هل يختلف تكوين عظام الرجال عن النساء؟ دراسة تكشف
لا يزال تجديد العظام يشكل أحد أبرز التحديات في طب الأنسجة والهندسة الحيوية، بسبب النتائج غير المتوقعة التي تعيق التطبيق الإكلينيكي. فالحلول الحالية لا تأخذ في الحسبان اختلافات المتبرعين ولا الجنس البيولوجي، رغم تأثيرهما الكبير في التئام الكسور.
ومع أن الأنسجة الغضروفية الوسيطة أظهرت إمكانات واعدة، فإن الانتقال من الغضروف إلى العظم الوظيفي ما زال غير مفهوم بالكامل، في ظل غياب مؤشرات جودة يمكن الاعتماد عليها لتوقع النجاح العلاجي بين مختلف المرضى.
دراسة دولية تكشف مسارات إصلاح مختلفة بين الجنسين
في دراسة نُشرت يوم 26 مارس 2025 في مجلة Bone Research، قاد فريق من جامعة KU Leuven بالتعاون مع باحثين عالميين تحقيقًا معمّقًا في ما يُعرف بـ"bone-forming callus" العظمية المشتقة من periosteal cells البشرية. وقارن الباحثون بين الـorganoids المأخوذة من ذكور وإناث، محليلين تركيبة المصفوفة خارج الخلية، والبصمة الجينية، والبروتينات المُفرَزة.
وكشفت النتائج عن فروقات واضحة: الـorganoidsالمأخوذة من الذكور ولّدت بشكل أساسي غضروفًا متضخمًا غنيًا بالكولاجين والسكريات المخاطية، فيما طوّرت الـ organoids الأنثوية نسيجًا ليفيًا أكثر كثافة وافتقر إلى علامات التضخم الغضروفي. وعلى الرغم من تشاركها بعض الجينات الغضروفية، فإن كل مجموعة أظهرت علامات مميزة لسلالات الخلايا المولّدة.
اقرأ أيضًا: آثار التدخين تبقى في العظام إلى الأبد.. دراسة
84 بروتينًا سريًا قد تعيد تشكيل مستقبل الزرع الخلوي
أبرز ما توصّلت إليه الدراسة هو تحديد 84 بروتينًا مُفرزًا مشتركًا تلعب أدوارًا حاسمة في النضج العظمي، وتكوّن الأوعية الدموية، وإعادة تشكيل المصفوفة الخلوية. من أبرز هذه البروتينات: AGRIN، SPP1، ANGPL4، NPP2 وBMP1. ويُمكن لهذه البروتينات أن تُستخدم كمؤشرات حيوية غير تداخلية لرصد جودة الزرعات الخلوية، مما يختصر الوقت ويقلل التكاليف.
ورغم اختلاف البنية بين الـ organoids المشتقة من الذكور والإناث، فقد نجحت كلتاهما في توليد عظم وظيفي في نماذج حيوانية، لكن الـ organoids الذكورية أظهرت حجم نمو أكبر ومعدل تكاثر أعلى.
اقرأ أيضًا: تعرف على فوائد حب الرشاد للعظام
تطبيقات إكلينيكية واعدة للشباب من الجنسين
البروفيسور يوانيس بابانتونيو، المؤلف الرئيسي للدراسة، أشار إلى أن هذا العمل يمثّل جسرًا بين بيولوجيا النمو والتطبيق العلاجي، قائلاً: "من خلال فهم آليات الإصلاح الخاصة بكل جنس، يمكننا تصميم زراعات حية أكثر ذكاءً تتناسب مع المريض أو مجموعات محددة منه".
ويُتوقع أن تُحدث هذه النتائج نقلة نوعية في علاجات العظام، خصوصًا لفئة المرضى الشباب بين 25 و45 عامًا الذين يواجهون صعوبات في التئام الكسور. ويُخطّط الفريق حاليًا لتوسيع التجربة على حيوانات أكبر ودراسة تأثير الهرمونات على عملية التجديد، ما يعزز الاتجاه نحو الطب التجديدي الشخصي.
