هل الكافيار يحسن المزاج ويخفف الاكتئاب؟

يعدّ الكافيار من الوجبات الفاخرة، التي تساعد على تحسين المزاج وتخفيف الاكتئاب، إذ تكفي ملعقتان كبيرتان منه فقط لإمدادك بأكثر من 200% من احتياجك اليومي من "فيتامين ب12"، هذا الفيتامين الذي يساعد على تخفيف الاكتئاب، طالما كانت مستوياته طبيعية لديك.
كما يحتوي الكافيار أيضًا على أحماض "أوميجا 3" الدهنية التي تخفّف الاكتئاب، بالإضافة إلى بعض المعادن، مثل "السيلينيوم" و"الزنك"، فكيف يساعد الكافيار على تحسين المزاج؟ وكم تتناول منه يوميًّا؟
القيمة الغذائية للكافيار
تحتوي الحصة الواحدة من الكافيار (28 جرامًا) على:
- 75 سعرًا حراريًا.
- 7 جرامات من البروتين.
- 5 جرامات من الدهون.
- جرام واحد من الكربوهيدرات.
- 236% من الاحتياج اليومي من "فيتامين ب12".
- 34% من الاحتياج اليومي من "السيلينيوم".
- 19% من الاحتياج اليومي من الحديد.
- 18% من الاحتياج اليومي من الصوديوم.
ويُعدّ الكافيار غنيًا بالعناصر الغذائية التي تساعد على تحسين المزاج وتخفيف الاكتئاب والاضطرابات النفسية، مثل أحماض "أوميجا 3 الدهنية" و"فيتامين ب12"، كما يحتوي على كميات صغيرة أيضًا من "فيتامين د" و"فيتامين هـ".
كيف يساعد الكافيار على تخفيف الاكتئاب؟
حسب "Webmd"، فإنَّ تناول الأطعمة الغنية بأوميجا 3 (التي منها الكافيار بالطبع)، قد يساعد على تخفيف العديد من مشكلات الصحة النفسية، كالاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب، بالإضافة إلى:
- الكافيار وأحماض أوميجا 3 الدهنية:
تُعدّ أحماض "أوميجا 3 الدهنية" ضرورية للحفاظ على وظائف خلايا الدماغ وتعزيز التواصل فيما بينها، وقد أظهرت مراجعة نشرت عام 2016 في "Translational Psychiatry" لعديد من الدراسات السريرية، أنّ الحصول على أحماض "أوميجا 3"، أسهم بالفعل في تخفيف أعراض الاكتئاب لدى المُصابِين بها، بل كان تأثيرها مشابهًا لتأثيرات الأدوية المُضادة للاكتئاب.
ورغم الاختلاف حول كيفية مساهمة أحماض "أوميجا 3" في تخفيف الاكتئاب، فقد اقترح بحث نُشر عام 2014 في "Oxidative Medicine and Cellular Longevity" أنَّ "أوميجا 3" تساعد على تخفيف أعراض الاكتئاب بتأثيراتها المُضادة للالتهاب.
- الكافيار غني بفيتامين ب12:

"فيتامين ب12" مشهور بدوره في تعزيز صحة الجهاز العصبي، والمساهمة في الوقاية من فقر الدم، لكنّه كذلك مفيد للصحة النفسية، ويحتوي كل 28 جرامًا من الكافيار على نحو 236% من احتياجك اليومي من "فيتامين ب12"، حسب "Healthline".
وقد أظهر بحث نشر عام 2020 في مجلة "Cureus" أنّ "فيتامين ب12"، قد يكون مساعدًا على تحسين المزاج وتخفيف الاكتئاب عند بعض الأشخاص، خاصةً أنّ نقص هذا الفيتامين، قد يسهِم في المعاناة من مشكلات نفسية، كالاكتئاب.
كما اختبرت دراسة أخرى نشرت عام 2020 في "Child and Adolescent Mental Health"، العلاقة بين الاكتئاب ومستويات "فيتامين ب12" في الدم لدى 89 شخصًا، فتبيّن ارتباط أعراض الاكتئاب الشديدة بانخفاض مستويات "فيتامين ب12".
لذا فإنّ الحصول على ما يكفي من "فيتامين ب12" عبر تناول الكافيار، قد يُساعِد على تخفيف الاكتئاب وتحسين المزاج، والأهم الحفاظ على مستويات الفيتامين طبيعية لديك دون نقص.
- الكافيار مليء بالمعادن المكافحة للاكتئاب:
حسب "Cleveland Clinic"، فإن الكافيار غني جدًا بالزنك والمغنيسيوم، وقد ارتبط نقص الزنك بالاكتئاب، وإن كانت آلية ذلك غير واضحة، لكن الزنك يتمتع بتأثيرات مضادة للاكتئاب، فهو مضاد للأكسدة والالتهابات، ومِنْ ثَمّ قد يساعد الحصول عليه بكميات مناسبة في تحسين مزاجك وتخفيف الاكتئاب.
كذلك ارتبط نقص المغنيسيوم في الجسم بالاكتئاب، لذا فقد يساعد الحصول على المغنيسيوم في تخفيف الاكتئاب، خاصةً لمن يُعانُون نقصه بالفعل، حسب بحث نشر عام 2018 في مجلة "Nutrients".
أيضًا يحتوي الكافيار على كمية لا بأس بها من "السيلينيوم"؛ مضاد الأكسدة، إذ يوفّر 28 جرامًا من الكافيار نحو 34% من الاحتياج اليومي من "السيلينيوم"، الذي يدعم صحة الغدة الدرقية، كما أن له دورًا في دعم الجهاز العصبي والصحة النفسية؛ فيما يرتبط نقص "السيلينيوم" في الجسم بالاكتئاب، لكن لم تجر أبحاث كافية لدعم أثر "السيلنيوم" في مكافحة الاكتئاب، وإن كان مفيدًا لصحتك عمومًا.
هل للاكتئاب سبب مُعيّن؟
ليس هناك سبب مُحدّد للاكتئاب غالبًا، ورغم ذلك يفترض الباحثون مساهمة عديد من العوامل في حدوث الاكتئاب، أو بالأحرى تزيد خطر الإصابة به، مثل:
1. الجينات والعوامل الوراثية:
قد تزداد فرص إصابتك بالاكتئاب إذا عانى أحد أفراد أُسرتك منه سابقًا، وإن كان من غير الواضح ما هي الجينات التي قد تُسهِم في الاكتئاب تحديدًا، وعمومًا فليس هناك سبب واحد للاكتئاب، وقد يكون للجينات دور إلى جانب العوامل الأخرى، وليس بمعزلٍ عنها.
2. اختلال كيمياء الدماغ:

قد ينشأ الاكتئاب من اختلال توازن المواد الكيميائية في الدماغ، مثل "الدوبامين" و"السيروتونين"، التي تُسهِم في تحسين المزاج، فقد يؤدي نقص هذه المواد إلى الاكتئاب، ولهذا تستهدف أدوية علاج الاكتئاب زيادة مستويات هذه المواد في الدماغ.
3. الاضطرابات الجسدية:
قد تكون أكثر عُرضةً للاكتئاب في حالة المعاناة من أمراضٍ جسدية، كالأمراض المزمنة أو اضطرابات النوم أو غيرها؛ إذ تميل نسب الإصابة بالاكتئاب إلى الارتفاع بين المصابين بمرض السكري أو السرطان أو الألم المزمن، حسب "National Institute of Mental Health".
اقرأ أيضًا:فوائد الكافيار للمتزوجين وأضراره وطريقة تناوله الصحيحة
4. الاضطراب العاطفي الموسمي:
هو اكتئاب موسمي يُصِيب صاحبه في الشتاء عادةً، ويُعتقَد أنّه مرتبط باختلال الساعة البيولوجية للإنسان، خاصةً مع غياب ضوء الشمس في فصل الشتاء، ما قد يؤدي إلى انخفاض مستويات "السيروتونين" في الدماغ.
5. سوء التغذية:
عدم تنوّع الطعام في النظام الغذائي، قد يؤدي إلى نقص المعادن والفيتامينات، كالمغنيسيوم أو الزنك أو غيرها، ما قد يُسبِّب الاكتئاب، والأمر نفسه ينطبق على تناول أطعمة مليئة بالسكريات، حسب بحث نشر عام 2017 في "Scientific Reports".
هل للكافيار مخاطر صحية؟

رغم فوائد الكافيار لصحتك النفسية، فإنّه قد يحمل بعض الأضرار، خاصةً مع تناوله بكمياتٍ كبيرة، فهو:
- غني بالصوديوم: ومِنْ ثَمّ فقد يزيد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، لذا ينبغي تناوله باعتدال، خاصةً إذا كُنت مصابًا بأمراض القلب أو ضغط الدم المرتفع.
- مليء بالزئبق: ويؤدي تناوله بكمياتٍ كبيرة إلى تسمّم الزئبق، الذي قد يُسبِّب رعشة وتنميلًا وربّما مشكلات الذاكرة أيضًا.
فالكافيار ليس مجرّد طعام فاخر، بل يمكن أن يحسّن صحتك النفسية، لكن ينبغي أن يكون جزءًا من نظام غذائي متوازن، وأن تتناول منه كمية مناسبة دون إفراط، فقد يكون من المناسب تناول 1 - 2 ملعقة كبيرة فقط يوميًا، لأنّه غني بالصوديوم وكذلك السعرات الحرارية.