كيف يؤثر التدخين على أسنانك؟ وكيف تحافظ عليها؟

لا تبقى الأسنان على حالها مع التدخين، إذ يتغيّر لونها، لكن ما يحدث بها أعمق بكثير من مجرّد تغيّر اللون، إذ تزداد احتمالية الإصابة بأمراض اللثة والعدوى في الفم والأسنان، وربّما يكون المُدخِّن معرّضًا لفقدان بعض الأسنان أيضًا، فكيف تحمي أسنانك من آثار التدخين؟ وهل هناك بدائل أخفّ ضررًا من السجائر؟

مخاطر التدخين على صحة الفم والأسنان

قد يؤثر التدخين على صحة الفم والأسنان بشتّى الطرق، إذ لا يغيّر لون أسنانك فقط، بل قد تمتد آثاره الضارة لتتجاوز ذلك، وفيما يلي سرد لآثار التدخين على أسنانك:

1. تغيّر لون الأسنان:

يتغيّر لون الأسنان مع التدخين، خاصةً إذا كُنت تدخِّن كمية كبيرة من السجائر يوميًا، فمن الصعب حينها الحفاظ على أسنانك ناصعة البياض، إذ يحتوي مينا الأسنان على شقوقٍ دقيقة، ومع التقدّم في العُمر واستخدام الأسنان باستمرار، تمتصّ هذه الشقوق المواد التي تتناولها أو تتعرض لها.

والسجائر تحتوي على مواد، كالنيكوتين والقطران، تتسرّب إلى الشقوق الدقيقة في مينا الأسنان وتتراكم هناك، وبمجرد أن تتراكم، لا يمكن إزالتها بالفرشاة العادية، ما يؤدي إلى تصبغات دائمة في الأسنان.

2. أمراض اللثة وفقدان الأسنان:

تُعدّ أمراض اللثة أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لفقدان الأسنان، ويُعدّ التدخين أحد العوامل الرئيسة لمرض اللثة؛ إذ تتطوّر أمراض اللثة بسُرعة أكبر لدى من اعتادوا التدخين لفترة طويلة.

الأسوأ أنّ المدخِّنين لا يفقدون أسنانهم فحسب، ولكن عمليات زراعة الأسنان لديهم أقل نجاحًا مقارنةً بمن لا يدخِّنون.

كذلك فإنَّ التدخين يزيد فرص وصول البكتيريا مع السجائر إلى أسنانك بانتظام، فبينما يتراكم البلاك على الأسنان، تزداد البكتيريا وتلتهب اللثة، ومِنْ ثَمّ قد تلاحظ مزيدًا من الدم على فرشاة أسنانك.

وليت الخطر يتوقّف هنا فقط، بل إنّ التدخين يُضعِف المناعة، مما يسمح للبكتيريا بالانتشار إلى مناطق أكبر في اللثة والأسنان، ما ينذر بأمراض اللثة الشديدة وفقدان الأسنان لاحقًا.

3. جفاف الفم ورائحته الكريهة:

قد يزيد التدخين جفاف الفم، مما يُقلِّل إنتاج اللعاب، الذي يساعد على معادلة الأحماض الضارة، التي قد تُسبِّب تسوس الأسنان وأمراض اللثة، ومِنْ ثَمّ فإن انخفاض إنتاج اللعاب بسبب التدخين، قد يؤدي إلى تفاقُم هذه المشكلات، وذلك إلى جانب رائحة الفم الكريهة التي يُعانِيها المدخنون باستمرار.

اقرأ أيضًا:"أكياس النيكوتين".. هل هي خيار آمن للإقلاع عن التدخين؟

كيف تحمي أسنانك من آثار التدخين؟

قد لا يمكن وقف أثر التدخين على الأسنان نهائيًا، لكن قد تساعدك النصائح الآتية في الحفاظ على أسنانك قدر الإمكان رغم التدخين:

1. اغسل أسنانك بانتظام:

سواء كنت مدخنًا أم لا، من البديهي أن تغسل أسنانك، بل ربّما تكون بحاجةٍ إلى معجون تبييض الأسنان أو استخدام معجون خاص، للحفاظ على أسنانك صحية.

ويُفضّل تنظيف أسنانك بالفرشاة مباشرةً بعد التدخين، لإزالة المواد المترسّبة على الأسنان بسُرعة، قبل أن تتراكم أكثر وتصبِح إزالتها لاحقًا صعبة، بعد أن يكون لون الأسنان قد تغيّر تمامًا.

2. استخدِم معجون أسنان مُخصّص للمُدخِّنين:

ثمّة معاجين أسنان خاصة، تحتوي على مكوّنات تساعد على التخلّص من القطران والنيكوتين الموجود في الأسنان، لكن يعيب هذه المعاجين احتواؤها على مكونات، مثل صودا الخبز، التي قد تسرِّع تآكل مينا الأسنان.

لذا لا تستخدم معاجين الأسنان تلك طوال الوقت، بل ناوِب بينها وبين استخدام معجون الأسنان العادي، لتخفيف ضررها على مينا الأسنان، والاستفادة منها في الوقت نفسه في التخلّص من النيكوتين العالق في الأسنان.

3. تنظيف الأسنان بالخيط الطبي:

يُساعِد تنظيف الأسنان بالخيط الطبي على إزالة النيكوتين والقطران العالِق بين الأسنان، فحاوِل أن تفعل ذلك مرة كل يوم على الأقل، خاصةً قبل النوم أو بعد تنظيف أسنانك بالفرشاة.

4. تجربة منتجات تبييض الأسنان:

ثمّة مجموعة متنوعة من منتجات تبييض الأسنان التي يمكنك تجربتها بعد استشارة طبيب الأسنان، فهذه المنتجات قد تساعد على التخلّص من تصبغات الأسنان الناجمة عن التدخين، لكن يجب أن تُستخدَم باعتدال وبعد مشورة الطبيب.

اقرأ أيضًا:هل يساعد التنويم المغناطيسي في الإقلاع عن التدخين

5. الإقلاع عن التدخين:

يُعدّ الإقلاع عن التدخين أفضل طريقة للتخلّص من تصبغات الأسنان، وكذلك لعلاج مشكلات الأسنان الناجمة عن التدخين، كأمراض اللثة، لكن ذلك قد لا يكون سهلًا، ويمكن على الأقل تقليل عدد السجائر التي تدخِّنها يوميًا قدر الإمكان، أو استشارة الطبيب لمساعدتك على الإقلاع عن التدخين.

هل تستعيد الأسنان صحتها مع الإقلاع عن التدخين؟

حتى إذا كُنت تُدخِّن لسنواتٍ عديدة، فإنّ الإقلاع عن التدخين يُحسِّن صحة الفم والأسنان، ويُقلِّل خطر الإصابة بأمراض اللثة وفقدان الأسنان، حسب "Healthline".

فقد أظهرت العديد من المراجعات العلمية، أنَّ الإقلاع عن التدخين يقلِّل خطر الإصابة بأمراض اللثة وكذلك تقدّمها، كما يخفض خطر الإصابة بسرطان الفم، وغيره من مشكلات الفم والأسنان، التي تزداد فرص الإصابة بها مع الاستمرار في التدخين.

هل السجائر الإلكترونية أقل ضررًا على أسنانك من السجائر العادية؟

لا تحتوي السجائر الإلكترونية على تبغ، مما يجعل كثير من الناس يظنُّون أنّها أفضل لصحة الفم والأسنان، ورغم أنّها لا تنتِج دخانًا، فإنّ البخار الناتج عنها يحتوي على النيكوتين، كما تحتوي السجائر الإلكترونية على مواد أخرى ضارة للجسم والأسنان.

ومع ذلك فإنّ السجائر العادية أشدّ ضررًا على الأسنان من السجائر الإلكترونية، وقد أظهر بحث نشر عام 2022 في "Researchgate"، أنَّ مُدخِّني السجائر العادية لديهم نسبة تراكُم أعلى للبلاك في الأسنان من مستخدمِي السجائر الإلكترونية، كما كانت آلام اللثة لديهم أعلى.

ومع ذلك فإنّ السجائر الإلكترونية ليست البديل المثالي للحفاظ على صحة الأسنان، فلها بعض الآثار الجانبية أيضًا، مثل جفاف الفم وتهيّج الحلق وارتفاع ضغط الدم وغيرها.

هل هناك بدائل للسجائر أخفّ ضررًا على أسنانك؟

تُعدّ منتجات العلاج ببدائل النيكوتين "NRT" أخفّ ضررًا على الأسنان، إذ لا تحتوي على التبغ أو المواد الكيميائية الضارة الأخرى الموجودة في السجائر، ومع ذلك فإنها لا تزال تحتوي على النيكوتين، الذي قد يرتبط ببعض الآثار الجانبية الطفيفة، مثل احتقان الحلق أو قرح الفم.

وحسب مراجعة نشرت عام 2019 في "مجلة طب الأسنان Journal of Dentistry"، لم يكُن هناك دليل على زيادة فرص الإصابة بأمراض الفم، كالسرطان وتسوس الأسنان وأمراض اللثة، مع الحصول على بدائل النيكوتين الفموية.

وعمومًا تضمّ هذه البدائل:

• علكة النيكوتين.
• لصقات النيكوتين.
• أقراص استحلاب النيكوتين.
• بخاخات النيكوتين.

وقد بيّن بحثٌ نشر عام 2022 في "Clinical and Experimental Dental Research"، أنَّ علكة النيكوتين قد تُقلِّل تصبغات النيكوتين على الأسنان، بل حتى بصورةٍ أفضل من علكة التبييض في بعض الأحيان.

جديرٌ بالذكر أنّ العلاج ببدائل النيكوتين إحدى أفضل الوسائل للإقلاع عن التدخين؛ إذ تزيد فرص الإقلاع عن التدخين بنسبة تتراوح بين 50 - 70%، حسب "Cleveland Clinic".