مكملات الثيانين: نوم هنيء وذاكرة أقوى وثلاث فوائد أخرى

الثيانين هو قرين الكافيين، وتحصل عليهما معًا عند احتساء كوبٍ من الشاي الأخضر، لكنَّهما مُختلفَان تمام الاختلاف؛ فالثيانين يُهدِّئ الأعصاب، ويُساعِد على الاسترخاء، ويُقوِّي الذاكرة بحمايته خلايا المخ من التدهور مع مرور سنوات العمر، وذلك لمرونته في تنظيم عمل النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين.

ما هو الثيانين؟

الثيانين «L-Theanine» حمض أميني، غير أساسي، مُعزِّز للصحة النفسية، ومُخفِّف للتوتر، ويُوجَد في أوراق الشاي، ويُشار عادةً إلى الثيانين بـ«ل-ثيانين»، وهو ذو فوائد صحية أكبر من «د-ثيانين».

كيف يعمل الثيانين؟

يجتاز الثيانين الحاجز الدموي الدماغي، ما يجعل له بالغ الأثر على الدماغ؛ إذ يستهدف النواقل الكيميائية الخاصة باليقظة، والقلق، والانتباه.

يُعزِّز الثيانين مستويات الدوبامين، والسيروتونين في الدماغ، ومِنْ ثَمَّ يُحسِّن الذاكرة، كما يزيد كذلك كفاءة بعض النواقل العصبية المُهدِّئة للجهاز العصبي، مثل حمض غاما أمينو بيوتريك، ما يُساعِد على الاسترخاء والتغلُّب على التوتر والقلق، إضافةً إلى الحصول على نومٍ عميق.

فوائد الثيانين

تشمل أهم فوائد الثيانين للصحة النفسية، والقلب والأوعية الدموية ما يلي:

1- تخفيف القلق والتوتر

من أكثر فوائد الثيانين قدرته على مكافحة التوتر، وتوفير الاسترخاء اللازم للذهن، دون أن يتسبَّب في شعورك بالتعب، أو الخمول.

بيَّنت دراسةٌ أنَّ الثيانين قلَّل الدرجات المُسجَّلة في اختبار القلق والتوتر، كما ساعد على تقليل ضغط الدم المُرتفِع المُصاحِب للتوتر.

وعزَّز الثيانين موجات ألفا الدماغية، التي تجعل المرء في حالةٍ من الاسترخاء اليقظ؛ أي الاسترخاء وغياب التوتر إلى جانب يقظة ونشاط الذهن لا خموله.

2- التغلُّب على الأرق

بعد تخفيف الثيانين للقلق والتوتر، يُتوقَّع ألَّا تُواجه مشكلة الأرق عند الذهاب إلى النوم؛ إذ التوتر والقلق من أسباب الأرق.

لكن الثيانين ليس مُؤثِّرًا في النوم بالقدر نفسه عند كُلّ الناس، ومع ذلك يظل له تأثير إيجابي في تحسين جودة النوم عبر تعزيزه لبعض النواقل العصبية، مثل:

- حمض غاما أمينو بيوتريك.
- الدوبامين.
- السيروتونين.

فالسيروتونين مثلًا مطلوبٌ لإنتاج الميلاتونين المُنظِّم لدورة النوم واليقظة، والمرتبط ارتباطًا وثيقًا بجودة النوم، والوقت الذي يستغرقه المرء للدخول في النوم.

لكنَّ الثيانين لن يساعد المُصابِين بأرقٍ متوسط أو شديد على النوم جيدًا خلال الليل، بل هم بحاجةٍ إلى شيءٍ أقوى من الثيانين.

ويفضل بعض الناس تناول مكملات الثيانين إلى جانب الميلاتونين؛ للمساعدة على النوم، وتراوح جرعة الثيانين بين 100 و 200 مغم مع 3 مغم من مكملات الميلاتونين قبل النوم، إذ يُعزِّز كل منهما النوم ويحدّان من التوتر، لكن مع التنبُّه إلى أنَّ تناول جرعاتٍ عالية من الثيانين (600 مغم أو أكثر) قد يكون لها تأثير عكسي، وكذلك الجرعات العالية من الميلاتونين، ولا يُنصَح بتناول أي مكمل إلا بمشورةٍ طبية.

اقرأ أيضًا:أفضل مكمل غذائي فيتامينات ومعادن للرجال

3- تقوية الذاكرة

تتدهور الذاكرة والقدرات المعرفية مع التقدُّم في العمر، ويحمي الثيانين المخ والذاكرة عبر منع التنشيط المفرط لخلايا المخ بوساطة الغلوتامات الذي يُظنّ ارتباطه بالتنكُّس العصبي، المُسبِّب لتدهور الذاكرة والقدرات المعرفية، ومِنْ ثَمّ فالثيانين حصن المخ من أثر العمر.

كما رصدت دراسة يابانية تأثير الثيانين على الذاكرة، بتناول جرعة واحدة منه يوميًّا على مدار 12 أسبوعًا، إذ تحسَّنت النتائج المرصودة في اختبارات الانتباه والذاكرة.

4- تعزيز المناعة

يزيد الثيانين نشاط الخلايا التائية المناعية (T-cells) التي تحمي الجسم من العدوى والسرطان، وهو ما يُعزِّز المقاومة تجاه العدوى، لكن اقتصرت الدراسات لهذه الفائدة على الفئران. ورغم أنَّ هذه نتائج واعدة، فما زالت هناك حاجة إلى مزيدٍ من الدراسات لتأكيد دوره في تعزيز مناعة الإنسان.

5- حفظ صحة القلب والأوعية الدموية

الثيانين موجودٌ في الشاي الأخضر، ومعلومٌ أنَّ الشاي الأخضر يدعم صحة القلب ويُخفِّف الالتهابات، ويظنّ الخبراء أنَّ ذلك غالبًا لوجود الثيانين به؛ إذ يمنع ارتفاع ضغط الدم المُصاحِب للتوتر عبر تنظيم أكسيد النيتريك المُوسِّع للأوعية الدموية.

الآثار الجانبية لمُكمّلات الثيانين

تُعدّ مكملات الثيانين آمنة للاستخدام على المدى القصير لمدة تراوح بين 4 أسابيع و4 أشهر، لكن لم يُعرَف مدى أمانها، أو فعاليتها على المدى البعيد.

تزداد فرص الإصابة بالآثار الجانبية لمكملات الثيانين، حال الإفراط في جرعاتها، مثل هبوط ضغط الدم، كما قد يتفاعل الثيانين مع بعض الأدوية، كأدوية ارتفاع ضغط الدم، أو المُنشِّطات، ومِنْ ثَمَّ لا يُنصَح بتناوله في تلك الحالة إلَّا بعد استشارة الطبيب.

الجرعة المناسبة من مُكمّلات الثيانين

قبل تناول مكملات الثيانين، ينبغي التأكُّد من المواد الفعالة أولًا؛ إذ تحتوي بعض المكملات على الثيانين والكافيين معًا، والذي لا يساعد على النوم ولا تخفيف القلق.

تُتناوَل مكملات الثيانين بجرعةٍ تراوح بين 100 و 200 مغم يوميًا، مع الكافيين أو بدونه، ويبدأ تأثيره في تخفيف التوتر والقلق في غضون 30 - 60 دقيقةٍ من تناوله، كما يُمكِن تناوله على معدة فارغة أو ممتلئة.

وعند استخدام مكملات الثيانين للنوم، فمن المُفضَّل تناولها قبل النوم بـ30 - 60 دقيقة.

هذه الجرعات استرشادية ولا تُغنِي عن مشورة الطبيب.

اقرأ أيضًا:13 مكملاً غذائيًّا للحفاظ على الشباب ومقاومة تقدم السن

مصادر الثيانين الطبيعية

بعيدًا عن المكملات والجرعات، يتوفَّر الثيانين في الشاي الأخضر؛ إذ يُمثِّل 50% من الأحماض الأمينية الموجودة به، ويبلغ تركيزه 25 - 60 مغم لكل 200 مللي من الشاي الأخضر.

كذلك الثيانين موجود في أوراق الشاي الأسود والأبيض، لكن معظم الأبحاث والدراسات العلمية درست تأثير الثيانين المُستخلَص من أوراق الشاي الأخضر.