دواء "دورميفال".. كيف يعالج الأرق وهل له آثار جانبية؟
يساعد دواء "دورميفال" على النوم العميق والتغلب على الأرق، من خلال مستخلصات النباتات الطبيعية فيه، التي أظهرت عديد من الدراسات فوائدها للنوم، وبالتالي فإن هذا الدواء ليس كأدوية النوم التي قد تُسبِّب تعوّدًا أو إدمانًا، فكيف يعزّز "دورميفال" جودة نومك؟ وما أضراره التي ينبغي الحذر منها؟
مكونات دواء "دورميفال"
يحتوي دواء "دورميفال" على:
- مستخلص نبات الفاليريان (Valerian Root Extract): مستخلص نباتي يساعد على النوم؛ إذ يُسهِم في زيادة مستويات "حمض جاما أمينو بوتيريك (GABA)" في الجهاز العصبي المركزي، ما يساعد على الاسترخاء والدخول في النوم بسهولةٍ أكبر.
- مستخلص نبات الجنجل (Humulus Lupulus Extract): يحمل تأثيرات منوّمة، كما يُسهِم في تحسين جودة النوم، حسب مراجعة نشرت عام 2024 في "Psychiatry Investigation".
هل "دورميفال" منوم؟
تُعدّ حبوب "دورميفال" من الأدوية المساعدة على النوم؛ إذ تحتوي على مستخلصات عشبية تساعد على النوم وتحسّن جودته، وهي:
1. مستخلص نبات الفاليريان:
لا يعلم الباحثون كيف يعمل تحديدًا، لكنّهم يعتقدون أنّ فوائده في النوم لما يحتويه من مكونات، تضمّ "اللجنينات" و"الفلافونويدات" و"الفاليربوتريات"، وهي مركّبات مسؤولة عن الخصائص الطبيعية المهدّئة للنبات، بالإضافة إلى "حمض جاما أمينو بوتيريك (GABA)".
ويمكن لبعض المركّبات الموجودة في نبات "الفاليريان" أن تعمل على مُستقبِلات "حمض جاما أمينو بوتيريك" في الجسم، وهو ناقل عصبي يساعد على تثبيط الجهاز العصبي والاسترخاء، كما يُسهِم في عملية تنظيم النوم، وتؤدي زيادة مستوياته في الجسم إلى مزيدٍ من الاسترخاء وسهولة الدخول في النوم.
كذلك قد تتفاعل بعض المركّبات الموجودة في النبات مع مستقبِلات "السيروتونين" و"الأدينوسين"، وهي مركّبات كيميائية تنظّم النوم أيضًا.
2. مستخلص نبات الجنجل:
وجدت دراسةٌ نشرت عام 2021 في "Nursing & Health Sciences"، أنّ مستخلص نبات "الجنجل" قد يساعد على تحسين جودة النوم، بالإضافة إلى تخفيف التوتر والقلق، ومع ذلك فإنّ تأثير مستخلص هذا النبات يكون أقوى إذا كان مع مستخلص نبات "الفاليريان".
فقد أظهرت مراجعة نشرت عام 2024 في "Psychiatry Investigation"، أنّ مستخلص نبات "الفاليريان" قد يساعد على تحسين جودة النوم، سواء تم تناوله وحده أو مع مستخلص نبات "الجنجل"، ومع ذلك فهناك حاجة إلى مزيدٍ من البحث والدراسة.
اقرأ أيضًا: كيف تخلد إلى النوم سريعًا رغم الأرق؟.. إليك 7 طرق فعَّالة
هل يقلّل "دورميفال" الوقت المستغرَق للدخول في النوم؟
أشارت مراجعة نشرت عام 2020 في "Journal of Evidence-Based Integrative Medicine"، إلى أنّ مستخلص نبات "الفاليريان" يساعد على تقليل وقت الدخول في النوم، كما يُحسِّن جودة النوم وعدد ساعاته، وهو أحد مكوّنات دواء "دورميفال".
هل يعالج "دورميفال" اضطرابات النوم؟
كما أفادت المراجعة نفسها، التي شملت 60 دراسة، أنّ مستخلص نبات "الفاليريان" قد يكون آمنًا، وعلاجًا فاعلًا للمساعدة على الدخول في النوم، والوقاية من الاضطرابات المصاحبة له.
هل يعزّز "دورميفال" جودة النوم؟
من ناحية أخرى، أظهرت دراسة نشرت عام 2021 في "مجلة عمان الطبية Oman Medical Journal"، أنَّ الأشخاص الذين حصلوا على مستخلص نبات "الفاليريان" قبل موعد النوم بساعةٍ لمدة شهر، قد شهدوا جودة نومٍ أعلى مقارنةً بغيرهم.
كما وجدت دراسةٌ أقدم نشرت عام 2017 في "Nature and Science of Sleep"، أنَّ تناول دواء يحتوي على مستخلص نبات "الفاليريان" ومستخلص نبات "الجنجل" وفاكهة العناب، قد ساعد على الدخول في النوم سريعًا، والنوم عدد ساعات أكبر، بالإضافة إلى قلة عدد مرات الاستيقاظ في أثناء النوم، لذا فقد يعزّز "دورميفال" جودة النوم، إذ يحتوي على مستخلص نباتي "الفاليريان" و"الجنجل".
"دورميفال" ومتلازمة تململ الساقين
قد يُسهِم دواء "دورميفال" في تخفيف أعراض متلازمة تململ الساقين، فقد وجدت دراسة نشرت عام 2009 في "Alternative Therapies in Health and Medicine"، واستمرّت 8 أسابيع، أنَّ الأشخاص الذين يُعانُون متلازمة تململ الساقين، وحصلوا على 800 ملليجرام من مستخلص نبات "الفاليريان" يوميًّا، تحسّنت أعراض المتلازمة لديهم، وقلّ وقت نومهم خلال النهار، لذا فقد يكون "دورميفال" مفيدًا لمتلازمة تململ الساقين، لكن ذلك مرهون بمشورة الطبيب.
اقرأ أيضًا: أنواع مكملات المغنيسيوم المساعدة على النوم وعلاج الأرق
جرعة "دورميفال" المناسبة
الجرعة المعتادة 2 - 3 أقراص قبل النوم، أو حسب توجيهات الطبيب أو الصيدلي.
أضرار "دورميفال"
يُعدّ دواء "دورميفال" آمنًا لمعظم الناس عند تناوله بالجرعات الموصوفة من قبل اختصاصي الرعاية الصحية، لكنّه قد يُسبِّب آثارًا جانبية عند بعض الناس، مثل:
- الصداع.
- الدوخة.
- الضعف.
- الإسهال.
- ألم البطن.
- طعم معدني بالفم.
- الإرهاق.
محاذير استخدام حبوب "دورميفال"
ثمّة بعض التحذيرات التي ينبغي مراعاتها قبل تناول حبوب "دورميفال"، ومنها:
- لا يُستخدَم "دورميفال" إلى جانب أي مكمل غذائي أو دواءٍ آخر إلّا بعد استشارة الطبيب.
- لا يُعطَى للأطفال أو المراهقين إلّا إذا وصفه الطبيب.
- لا يُوصَى بتناوله للسيدات خلال فترة الحمل أو الرضاعة.
نصائح إضافية للحصول على نومٍ عميق
قد تساعدك النصائح الآتية في التغلب على الأرق، والتمتّع بنومٍ عميقٍ عالي الجودة:
1. زيادة التعرّض لضوء النهار:
يُساعِد التعرّض لضوء النهار في الحفاظ على انتظام الساعة البيولوجية، وتحسين طاقتك بالنهار، وكذلك جودة نومك بالليل، وقد وجدت دراسة نشرت عام 2017 في "Sleep Health"، أنَّ أكثر من 100 من موظفي المكاتب، ممن تعرّضوا للكثير من الضوء في الصباح، استغرقوا وقتًا أقل للدخول في النوم، خاصةً في الشتاء.
اقرأ أيضًا: "النوم الصحي يبدأ من الطعام".. 9 نصائح لتجنب الأرق في ليالي رمضان
2. تقليل التعرّض للضوء الأزرق ليلًا:
التعرّض للضوء الأزرق ليلًا له أثر عكسي، مقارنةً بالتعرّض لضوء النهار، ووبشكل عام فإن الضوء الأزرق موجود في الشاشات الإلكترونية، مثل الهاتف الذكي والحاسوب، وهذا الضوء يقلّل مستويات "هرمون الميلاتونين"، الذي يساعد بدوره على الاسترخاء والنوم العميق.
ويمكن تقليل التعرّض للضوء الأزرق من خلال ارتداء نظّارات حاجبة للضوء الأزرق، وعدم التعرّض للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات قبل النوم بساعتين على الأقل.
3. عدم تناول الكافيين في وقتٍ متأخر:
نعم، يزيد فنجان القهوة نشاطك وتركيزك، لكنّ تناوله في وقت متأخر قد يُصِيبك بالأرق ويجعل النوم بعيد المنال، فقد وجدت مراجعة نشرت عام 2023 في "مراجعات طب النوم Sleep Medicine Reviews"، أنّ تناول الكافيين في وقت متأخر، قلّل إجمالي وقت النوم بمقدار 45 دقيقة، وكفاءة النوم بنسبة 7%، لذا يُفضّل تجنّب تناول المشروبات الغنية بالكافيين، كالقهوة، قبل النوم بثماني ساعات على الأقل.
4. تعديل بيئة نومك:
لتحسين بيئة غرفة نومك، حاول تقليل الضوضاء الخارجية بغلق النوافذ مثلًا، وكذلك إطفاء أضواء الغرفة خلال نومك، كما يُفضّل الحفاظ على درجة حرارة غرفة نومك مناسبة للنوم إن أمكن، 18.3 درجة مئوية درجة حرارة مريحة لمعظم الناس، كما يُنصَح بتعزيز جودة الهواء في منزلك للحصول على نومٍ أفضل.
5. عدم الأكل قبل النوم:
قد يؤثر تناول الطعام ليلًا في وقت متأخر سلبًا في جودة نومك، لذا حاول أن تجعل وجبة العشاء قبل النوم ببضع ساعات، وإذا كان لا مفر من تناول الطعام في وقت متأخر، فاجعله وجبة خفيفة بدلًا من وجبة كاملة.
كما أنّ نوع الطعام قد يكون له أثره على النوم، فالأطعمة الغنية بالكربوهيدرات تأثيرها أسوأ على النوم، مقارنةً بالأطعمة قليلة الكربوهيدرات.
6. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام:
تُساعِد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على تحسين جودة النوم وتخفيف أعراض الأرق، ومع ذلك لا ينبغي ممارسة التمارين الرياضية في وقت متأخر من اليوم، وإلّا أثّرت سلبًا في نومك.
