تقنية ثورية: ابتكار طبي جديد يعجّل التئام العظام دون جراحة إضافية
في خطوة علمية متقدمة قد تُحدث تحولًا في مجال علاج كسور العظام والزرعات الطبية، توصل علماء من جامعة بيرم الوطنية الروسية للبحوث التقنية إلى ابتكار مادة مسامية ذكية قادرة على تسريع شفاء العظام، مع ميزة فريدة تتمثل في ذوبانها التدريجي داخل الجسم بعد أداء وظيفتها العلاجية.
وأوضح الباحثون أن المادة المسامية لعلاج كسور العظام تعتمد على تركيبة خاصة من فوسفات المغنيسيوم، صُممت بهيكل مسامي عالي الكثافة يسمح لأنسجة العظام بالنمو داخل التجاويف الدقيقة فور زرعها في موضع الكسر.
وتعمل هذه المسامية المؤقتة كدعامة حيوية، تدعم العظم المصاب في مراحله الأولى قبل أن تتحلل تدريجيًا، ما يتيح للعظام الطبيعية استعادة بنيتها دون ترك أي بقايا صناعية داخل الجسم.
دور فوسفات المغنيسيوم في تسريع التئام العظام
وبيّن الفريق العلمي أن اختيار فوسفات المغنيسيوم لم يكن عشوائيًا، إذ تُعرف أيونات المغنيسيوم بقدرتها على تحفيز تكوين النسيج العظمي وتعزيز نمو الأوعية الدموية الدقيقة، وهي عناصر أساسية لعملية الشفاء السريع والآمن.
كما تساعد هذه الأيونات في تقليل الالتهابات وتحسين البيئة الحيوية المحيطة بالكسر، ما ينعكس إيجابًا على سرعة التعافي وجودته.
وأضافت الجامعة أن سرعة ذوبان المادة مدروسة بدقة، بحيث تتزامن مع معدل نمو العظام الجديدة، وهو ما يقلل مخاطر فشل الزرعة أو الحاجة إلى تدخل جراحي لإزالتها لاحقًا، وهي مشكلة شائعة في بعض أنواع الزرعات التقليدية.
تقنية ذكية لإطلاق الأدوية مباشرة في موضع الكسر
ومن أبرز مزايا الابتكار الجديد، إمكانية دمج مكونات علاجية إضافية داخل المادة المسامية، مثل مضادات البكتيريا أو المركبات التي تسرّع التئام كسور العظام.
وتُطلق هذه المواد تدريجيًا في موضع الإصابة على مدى عدة أشهر، ما يضمن علاجًا موضعيًا مستمرًا وفعالًا، ويقلل في الوقت نفسه من الاعتماد على الأدوية الفموية أو الحقن، وما يصاحبها من آثار جانبية محتملة.
وأشار الباحثون إلى أن هذه الخاصية قد تكون مفيدة بشكل خاص في حالات الكسور المفتوحة أو المعقدة، وكذلك لدى المرضى المعرضين للالتهابات أو ضعف التئام العظام، مثل كبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة.
ويرى الخبراء أن المادة المسامية لعلاج كسور العظام تمثل خطوة مهمة نحو تطوير زرعات طبية أكثر أمانًا وفعالية، تجمع بين الدعم الميكانيكي والتحفيز الحيوي الذكي.
وأكد الفريق البحثي أن المرحلة المقبلة ستشهد توسيع نطاق الاختبارات المخبرية والسريرية، تمهيدًا لاعتماد هذه التقنية في التطبيقات الطبية المستقبلية، ما قد يفتح آفاقًا جديدة في مجال جراحة العظام والطب التجديدي.
