هشاشة العظام تحصد لاعبي كرة القدم بعد الاعتزال.. ما السبب؟
كشفت دراسة حديثة أن العديد من لاعبي كرة القدم المحترفين المتقاعدين يعانون من هشاشة العظام في القدم أو الكاحل، نتيجة للإصابات المتكررة خلال مسيرتهم المهنية، والعلاج المتكرر بحقن الكورتيكوستيرويدات، التي تُستخدم لتخفيف الألم والإسراع في العودة إلى اللعب.
نُشرت الدراسة بعنوان «الإصابة والحقن الموضعي وخطر الإصابة بهشاشة العظام في القدم والكاحل» في مجلة Rheumatology، وشارك فيها باحثون من جامعات ومؤسسات طبية بريطانية، حلّلوا بيانات 424 لاعبًا محترفًا متقاعدًا في المملكة المتحدة بين عامي 2020 و2021.
أسباب إصابة لاعبي كرة القدم بهشاشة العظام
وأظهرت النتائج أن 73% من المصابين بهشاشة العظام أبلغوا عن تعرضهم لإصابات في القدم أو الكاحل خلال مسيرتهم، بينما 75% منهم تلقوا حقن كورتيزون بشكل متكرر. وأوضح الباحثون أن هذه الحقن، رغم فعاليتها في تخفيف الألم على المدى القصير، قد تُخفي تلف المفصل الحقيقي، وتُسهم في تسارع تدهور الغضاريف بمرور الوقت.

وقال الباحث الرئيسي وييا تشانغ، من مركز دراسات الطب الحيوي بجامعة نوتنجهام: "تُظهر نتائجنا أن إصابات القدم أو الكاحل الخطيرة تمثل عامل خطر رئيسيًا — لكنه قابل للتعديل — للإصابة بهشاشة العظام لاحقًا في الحياة."
تُعد كرة القدم الاحترافية من الرياضات عالية التلامس وسريعة الوتيرة، وتُسجَّل فيها معدلات مرتفعة من إصابات المفاصل، خصوصًا التواءات الكاحل وكسور مشط القدم. وغالبًا ما تحدث هذه الإصابات أثناء المباريات لا أثناء التدريبات، بسبب القفز، وتغييرات الاتجاه المفاجئة، والتنافس البدني الشديد.
خطر تآكل المفاصل وظهور هشاشة العظام
وأشار الباحثون إلى أن بعض اللاعبين كانوا يتلقون أربع حقن أو أكثر في موسم واحد — وهو معدل يفوق التوصيات الطبية — مما يزيد من خطر تآكل المفاصل وظهور هشاشة العظام لاحقًا.
اقرأ أيضا: دراسة حديثة تكشف آلية قد تُحدث ثورة في علاج هشاشة العظام
ورغم أن الدراسة لم تثبت علاقة سببية مباشرة بين الحقن والإصابة بالمرض، فإنها تؤكد أن الجمع بين الإصابات المتكررة والحقن السريعة والضغط البدني العالي يُشكل مزيجًا خطيرًا على المدى الطويل.
توصي الدراسة بضرورة إعادة النظر في بروتوكولات علاج الإصابات الرياضية، وتشجيع فترات التعافي الطبيعية، والحد من الإفراط في استخدام الكورتيزون، لحماية اللاعبين من مضاعفات ما بعد الاعتزال التي قد تُقيد حركتهم وتؤثر على جودة حياتهم في المستقبل.
