زوجان يودعان قائمة المليارديرات بعد تبرعات.. ما الذي حدث؟
تراجع المليارديران جون أرنولد ولورا أرنولد عن قائمة الأثرياء في الولايات المتحدة، بعد أن خصصا ما يقارب نصف ثروتهما لتمويل مبادرات ومؤسسات خيرية على مدار أكثر من عشرة أعوام، في تجسيدٍ واضح لرؤية ترى في الثروة وسيلة لخدمة الإنسان والمجتمع.
وأفاد موقع "People" بأن الزوجين جون ولورا أرنولد قدما حتى الآن تبرعات تُقدّر بنحو ملياري دولار، أي ما يعادل نحو 42% من ثروتهما الشخصية التي تُقدّر حاليًا بحوالي 2.9 مليار دولار.
ويُعد الزوجان من أكثر الشخصيات سخاءً في الولايات المتحدة، إذ كرّسا جانبًا كبيرًا من ثروتهما لدعم مبادرات تُعزز العدالة الاجتماعية وتُطور التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية.
وأسس جون ولورا أرنولد في عام 2008 مؤسسة "لورا وجون أرنولد فاونديشن"، التي تحمل اليوم اسم "آرنولد فنتشرز".
وتركّز المؤسسة في أعمالها على تنفيذ برامج إصلاحية شاملة في مجالات التعليم والعدالة الجنائية والتمويل العام والصحة العامة، مع اعتماد الابتكار كعنصر أساسي لتحقيق أثر اجتماعي طويل الأمد.
فلسفة عمل الزوجين الخيري
ويؤمن الزوجان بأن العمل الخيري ينبغي أن يكون تحويليًا وجذريًا، عبر البحث عن حلول مبتكرة للمشكلات المزمنة في المجتمع.
وقد وقّعا عام 2010 على "تعهد العطاء"، وهو التزام علني بمواصلة توجيه الجزء الأكبر من ثروتهما نحو القضايا الإنسانية.
وبدأ جون أرنولد حياته المهنية في شركة الطاقة الأمريكية "إنرون"، حيث لمع اسمه كأحد أبرز المتعاملين في قطاع تجارة الطاقة، وحقق عام 2001 أرباحًا كبيرة للشركة قبل انهيارها بسبب أزمة مالية شهيرة.
وبعد عام واحد، أسس صندوق التحوط "سنتوروس أدفايزرز" الذي حقق نجاحًا واسعًا في مجال الاستثمار، قبل أن يقرر في عام 2012 إغلاقه والتفرغ الكامل للعمل الخيري مع زوجته لورا.
أما زوجته لورا فعملت في المحاماة بشركة "واشتل ليبتون روزن آند كاتز" في نيويورك، كما تولّت منصب نائب الرئيس التنفيذي والمستشار العام لشركة "كوبالت إنترناشونال إنرجي" في هيوستن حتى 2006.
ويواصل الزوجان اليوم نشاطهما الخيري عبر عضويتهما في مجلس إدارة مؤسسة "ريفورم ألاينس"، التي تأسست بمبادرة من مغنيَي الراب "ميك ميل" و"جاي-زي" للإصلاح القانوني في نظام المراقبة والإفراج المشروط.
وخلال تصريحات سابقة، أكدت لورا أن العطاء "قيمة إنسانية راسخة في حياتنا"، مشيرة إلى أنهما يسعيان لترك "بلد أفضل مما وُلدا فيه".
ويرى الزوجان أن منهجهما في التبرع لا يقتصر على الدعم المالي المباشر، بل يشمل الاستثمار في الأفكار والبُنى التحتية التي يمكنها إحداث تحول مستدام في السياسات العامة، معتبرَين أن العمل الخيري "يحتاج الجرأة والمخاطرة لتحقيق أثر فعلي طويل الأمد".
