لماذا ننجذب للأخبار السيئة؟.. دراسة نفسية تفسّر
كشفت دراسة حديثة في مجال علم النفس الاجتماعي ووسائل التواصل الاجتماعي عن ظاهرة لافتة تشير إلى وجود تفضيل شبه عالمي لدى مستخدمي المنصات الرقمية للأخبار منخفضة الجودة مقارنة بالمحتوى الإخباري عالي الموثوقية، بغضّ النظر عن التوجه السياسي للمنصة أو طبيعة جمهورها.
لماذا ننجذب للأخبار السيئة؟
وتسلط الدراسة، التي حللت ملايين المنشورات، الضوء على آليات نفسية وسلوكية معقدة تحكم التفاعل مع الأخبار في الفضاء الرقمي المعاصر.
الدراسة، التي نُشرت في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" الأمريكية، اعتمدت على تحليل ما يقرب من 11 مليون منشور خلال شهر يناير 2024، موزعة على سبع منصات مختلفة هي: إكس، وبلو سكاي٫ و"ماستودون" و"لينكد إن" و"تروث سوشيال" و"جاب"، و"جيتر".
ويُعد تنوع المنصات خطوة مهمة، إذ لطالما ركزت الأبحاث السابقة على منصة واحدة فقط، ما حدّ من قدرتها على تعميم النتائج.
وقاد فريق البحث مجموعة من الأكاديميين من جامعات ومراكز بحثية مرموقة، من بينهم باحثون من جامعتي أكسفورد ونيويورك ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وهدف الفريق إلى اختبار ما إذا كانت ظواهر مثل انتشار المعلومات المضللة أو تفوق محتوى سياسي معين مرتبطة بطبيعة منصة بعينها، أم أنها سلوكيات إنسانية أعمق تتكرر عبر البيئات الرقمية المختلفة.
واعتمد الباحثون منهجية دقيقة لتقييم جودة الأخبار، مستخدمين تصنيفات موثوقية لأكثر من 11 ألف موقع إخباري، جُمعت عبر آلية "حكمة الجماهير" بمشاركة صحفيين وخبراء تدقيق حقائق وأكاديميين.
كما جرى تحديد التوجه السياسي للمصادر الإخبارية باستخدام نماذج لغوية متقدمة، جرى التحقق من دقتها بمقارنتها بمؤشرات سياسية معروفة.
وأظهرت النتائج أن المحتوى السياسي الأكثر تفاعلًا يميل إلى التوافق مع التوجه الأيديولوجي السائد لكل منصة، وهو ما يدعم فكرة "منصات الصدى"، حيث يهاجر المستخدمون إلى منصات تعكس قناعاتهم بدلًا من الاكتفاء بغرف صدى داخل المنصة الواحدة.
لكن المفاجأة الأبرز تمثلت في أن الأخبار منخفضة الجودة حققت معدلات تفاعل أعلى بنحو 7% مقارنة بالأخبار عالية الجودة، على جميع المنصات دون استثناء.
وظهرت هذه النتيجة حتى على منصات لا تعتمد على خوارزميات ترتيب معقدة، مثل ماستودون، ما يشير إلى أن العامل النفسي البشري وليس الخوارزميات وحدها يلعب دورًا حاسمًا.
ويرجح الباحثون أن عناصر مثل الإثارة، والشحنة العاطفية السلبية، واللغة الصادمة، تمنح الأخبار منخفضة الجودة جاذبية أكبر.
