العلماء يرسمون أول خريطة لحدود الشمس
نجح فريق من علماء الفضاء في رسم أول خريطة تفصيلية لحدود الشمس التي تُعرف علميًا باسم (Alfvén Surface)، وهي المنطقة التي تنتهي عندها قدرة المجال المغناطيسي الشمسي على توجيه الرياح الشمسية.
ويُعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو فهم البنية الخارجية للشمس وآلية تشكل الرياح الشمسية التي تؤثر بشكل مباشر على الكواكب، ومنها الأرض.
نُشر البحث الكامل في مجلة The Astrophysical Journal Letters، ليشكّل مرجعًا رئيسًا في علم فيزياء الشمس والفضاء.
اعتمد العلماء في هذا الإنجاز على بيانات جُمعت على مدى ست سنوات من عدة مركبات فضائية منتشرة في النظام الشمسي، أبرزها مسبار باركر الشمسي التابع لوكالة ناسا، إلى جانب مركبة Solar Orbiter الأوروبية، وثلاثة أقمار صناعية أخرى ترصد الشمس من نقطة التوازن L1 بين الأرض والشمس.
وتمكن الفريق من تحديد الشكل ثلاثي الأبعاد لسطح لAlfvén Surface، إلى جانب تتبع تطوره خلال النصف الأول من الدورة الشمسية الخامسة والعشرين، وهي الدورة الحالية التي تصل فيها الشمس إلى ذروة نشاطها من الانفجارات الشمسية كل نحو 11 عامًا.
حدود الرياح الشمسية
يمثل Alfvén Surface النقطة الفاصلة بين منطقتين مختلفتين فيزيائيًا: داخلها تتحكم المجالات المغناطيسية في حركة الجسيمات الشمسية،بينما خارجها تتحرر الرياح الشمسية من تأثير المجال المغناطيسي للشمس
وقبل رسم هذه الخريطة، لم يتمكن العلماء سوى من تقدير موقع الحدود تقريبًا استنادًا إلى ملاحظات عن بعد، لكن مسبار باركر وفّر لأول مرة قياسات مباشرة من داخل الطبقات السفلى للغلاف الجوي الشمسي.
وقال عالم الفيزياء الفلكية سام بادمان من مركز هارفارد-سميثسونيان للفيزياء الفلكية، وهو المؤلف الرئيس للدراسة، إن هذه البيانات وفّرت فرصة “غير مسبوقة لتحديد المكان الذي تنشأ منه الرياح الشمسية فعلًا، ولماذا يسخن الغلاف الخارجي للشمس إلى درجات تفوق سطحها بأضعاف”.
يؤكد العلماء أن فهم هذا المجال الشمسي يفتح نافذة جديدة على فيزياء الشمس ونظامها المغناطيسي الذي يتحكم في ما يُعرف بـ "الطقس الفضائي" الذي يمكن أن يؤثر على الأقمار الصناعية وشبكات الطاقة على الأرض.
كما أن هذا الإنجاز يمنح الباحثين فرصة لتطبيق النتائج على نجوم أخرى، إذ من المرجح أن تمتلك النجوم الأكثر مغناطيسية حدودًا أكبر بكثير تؤثر على قابلية الحياة على الكواكب القريبة منها.
