اكتشاف صيني مذهل على القمر يعيد رسم تاريخ النظام الشمسي
في اكتشاف وُصف بأنه «غير متوقع تمامًا»، كشفت مهمة Chang’e-6 الصينية عن وجود بقايا نيزك نادر في عينات جُمعت من الجانب البعيد من القمر، ما يفتح آفاقًا علمية جديدة حول أصل المياه في النظام الشمسي ونشأة الحياة على الأرض.
وبحسب دراسة حديثة نُشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، فقد نجح مسبارChang’e-6 في جلب أول عينات تاريخية من الجانب البعيد للقمر بلغ وزنها نحو 4 أرطال من الصخور والغبار القمري.
وبين هذه العينات، عثر الباحثون على حبيبات دقيقة من غبار نيزكي تُعرف باسم CI chondrites، وهي فئة نادرة من النيازك الغنية بالماء والعناصر المتطايرة، والتي غالبًا ما تتبخر عند اصطدامها بأي جسم سماوي.
أهمية مهمة Chang’e-6 القمرية
ما يجعل هذا الاكتشاف فريدًا هو أن هذه النيازك شديدة الهشاشة عادة ما تتحطم أثناء مرورها بالغلاف الجوي، لكن وجودها محفوظةً في تربة القمر يشير إلى أن كويكبات غنية بالماء والكربون كانت تضرب القمر والأرض بوتيرة أكبر مما كان يُعتقد سابقًا.
ويُعد هذا الاكتشاف خطوة حاسمة في فهم تطور النظام الشمسي؛ إذ تُعتبر CI chondrites من أقدم الصخور الكونية، وتحمل مواد أولية مشابهة لبنية النظام الشمسي الأولى. كما تعزز الفرضية القائلة بأن الكويكبات المائية ساهمت في تكوين المياه والغلاف الجوي المبكر للأرض.
ويرى العلماء أن وجود هذه البقايا في الجانب البعيد من القمر يجعل منه أرشيفًا طبيعيًا لتاريخ الاصطدامات القديمة، إذ تحتفظ تربة القمر بسجل زمني فريد للنيازك التي ساهمت في تشكيل بيئة كوكبنا.
أعادت مهمة Chang’e-6 تعريف الدراسات القمرية، إذ استكشفت لأول مرة مناطق غير مرئية من الأرض، وكشفت عن معادن وصخور غير متأثرة بعوامل التعرية أو النشاط الجيولوجي.
وتشير التحاليل إلى أن بقايا النيازك أظهرت آثار انصهار ناتجة عن حرارة اصطدام عالية، ما يعكس طبيعة العمليات التي شكلت النظام الشمسي المبكر.
ويأمل الباحثون أن تسهم هذه النتائج في دعم البحوث المستقبلية عن كيفية نقل الكويكبات الماء والعناصر الحيوية إلى الكواكب، وتمهّد الطريق أمام بعثات بحثية تُعنى باكتشاف موارد الفضاء وإمكان الحياة خارج الأرض.
