ناسا تعلن موعد تشغيل أول مفاعل نووي على القمر
تخطط وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" لإرسال مفاعل نووي إلى سطح القمر بحلول عام 2030، في خطوة ضمن جهود الولايات المتحدة لتأسيس قاعدة بشرية دائمة على القمر.
ويهدف المفاعل إلى توفير طاقة مستقرة للعمليات القمرية، وهو أمر حيوي في ظل الظروف القاسية على سطح القمر، حيث يستمر اليوم القمري نحو 28 يومًا أرضيًا، تتخلله أسبوعان من الظلام التام، مما يجعل الاعتماد على الطاقة الشمسية وحدها غير عملي.
وأوضح الدكتور سونغوو ليم، كبير المحاضرين في تطبيقات الفضاء بجامعة ساري، أن إقامة مسكن صغير على القمر يتطلب قدرة كهربائية بمستوى الميغاواط لتلبية احتياجات البشر، مؤكدًا أن الألواح الشمسية والبطاريات وحدها لا تكفي لتوفير الطاقة بشكل موثوق.
وتخطط "ناسا" لتطوير مفاعل نووي بقدرة لا تقل عن 100 كيلوواط، وهو كافٍ لتشغيل أنظمة الدعم الحياتي، وإدارة الاتصالات، وتزويد وحدات البحث بالطاقة اللازمة للعمليات طويلة الأمد.
ويعتبر هذا المفاعل خطوة أساسية ضمن خطة وكالة الفضاء لدعم برنامج "أرتميس" وإعادة البشر إلى القمر خلال السنوات المقبلة.
سباق القوى العالمية على بناء المفاعل النووي القمري
وتواجه الولايات المتحدة تحديًا متزايدًا من الصين وروسيا، اللتين تخططان لإنشاء محطات طاقة نووية على القمر بحلول عام 2035.
وتثير هذه الخطط قلقًا أمريكيًا بشأن احتمال إنشاء هذه الدول مناطق مقيدة حول مواقعها، ما قد يحد من التعاون العلمي ويؤثر على التوازنات في الاستكشاف القمري.
وأكد شون دافي، القائم بأعمال مدير "ناسا"، أن السباق نحو القمر أصبح ذا أبعاد استراتيجية تتجاوز مجرد الاكتشاف العلمي.
لماذا أصبح المفاعل النووي القمري ضرورياً للاستيطان؟
ويرى خبير الفضاء الدكتور سيميون باربر من الجامعة المفتوحة أن التنافس في المجال الفضائي قد يشجع الابتكار، لكنه يثير القلق أيضًا لأنه قد يعيدنا إلى أجواء "السباق الفضائي الأول"، حيث كانت الأولوية للمنافسة الجيوسياسية على حساب التعاون العلمي.
ويشير باربر إلى أن التركيز على التفوق الوطني بدلًا من تحقيق تقدم علمي مشترك يعتبر أمرًا مقلقًا ومخيبًا للآمال.
ومن جهة أخرى، يظل توفير طاقة مستقرة العامل الأكثر أهمية لاستمرار الإنسان على سطح القمر، فبدون المفاعل النووي القمري لن يكون بالإمكان البقاء لفترات طويلة أو تنفيذ مشروعات إنشاء قاعدة مأهولة؛ لذلك، أصبح الاستثمار في هذه المفاعلات خطوة ضرورية لضمان مستقبل الاستكشاف الفضائي.
