كيف نجت الشمس من اصطدام كاد يغيّر مصير النظام الشمسي؟ دراسة توضّح
كشف فريق بحثي من جامعة كولورادو بولدر أن الشمس اقتربت قبل نحو 4.4 مليون سنة من نجمتين كبيرتين وسريعتين هما إبسيلون كانيس ماجوريس (Adhara) وبيتا كانيس ماجوريس (Mirzam)، ضمن كوكبة الكلب الأكبر.
وكانت المسافة بين الشمس والنجمتين حينها حوالي 30 إلى 35 سنة ضوئية، أي ما يعادل نحو 175 تريليون ميل، ما جعل النجمتين مرئيتين بوضوح من الأرض.
وفي تلك الفترة، كانتا أكثر سطوعًا بأربع إلى ست مرات من نجم الشعرى اليمانية، الذي يُعتبر اليوم أكثر النجوم سطوعًا في السماء.
وأدى هذا الاقتراب إلى تغييرات كبيرة في الغيوم الغازية والغبارية المحيطة بالشمس، وهذه الغيوم تعمل اليوم كدرع يحمي النظام الشمسي من بعض الأشعة الضارة القادمة من الفضاء.
ولاحظ العلماء بالفعل تغيرات غير معتادة في هذه الغيوم باستخدام تلسكوب هابل في أوائل التسعينيات، ويُعتقد أن هذه الظاهرة ساعدت على خلق بيئة أكثر استقرارًا في النظام الشمسي.
حركة الشمس والنجوم
وكانت دراسة حركة الشمس والنجوم القريبة تحديًا كبيرًا، لأن الشمس تتحرك بسرعة هائلة عبر المجرة، والنجوم الأخرى تتحرك أيضًا بسرعات متفاوتة، بينما تتحرك الغيوم المحيطة بشكل مستمر.
وشرح مايكل شل، قائد الدراسة: "يجب تتبع كل عنصر بعناية؛ الشمس تتحرك، النجوم تتسابق بعيدًا، والغيوم تنجرف في الفضاء".

وتبلغ كتلة كل من إبسيلون وبيتا كانيس ماجوريس حوالي 13 ضعف كتلة الشمس، وحرارتهما أعلى بكثير من حرارة الشمس.
هذه النجوم، بسبب حجمها الكبير وحرارتها العالية، أصدرت كمية كبيرة من الطاقة عند اقترابها، ما أحدث تأثيرًا واضحًا على الغيوم المحيطة بالنظام الشمسي.
وتشير الدراسة إلى أن هذا الاقتراب ساعد النظام الشمسي في تكوين بيئة تحمي الأرض جزئيًا من الأشعة الضارة، مما ساعد في جعلها صالحة للحياة.
وقال شل: "وجود الشمس داخل هذه الغيوم التي تعمل كحماية من الأشعة قد يكون سببًا مهمًا لبقاء الأرض صالحة للعيش؛ وهذا حدث ساعد في تشكيل الظروف التي نعيشها اليوم".
أهمية الدراسة للعلماء
وتقدم هذه الدراسة فرصة لفهم كيفية تأثير النجوم الكبيرة على البيئة المحيطة بالنظام الشمسي، وهو ما قد يساعد العلماء على التنبؤ بالمستقبل وفهم العوامل التي تجعل الكواكب قابلة للحياة.
كما أنها تساهم في فهم كيفية حماية الأرض من الأشعة القوية القادمة من الفضاء عبر درع طبيعي من الغيوم.
ويشير الباحثون إلى أن متابعة النجوم الضخمة في السماء مهمة ليس فقط لفهم الماضي، بل أيضًا لفهم المخاطر المحتملة على النظام الشمسي في المستقبل؛ فمثل هذه الاقترابات النادرة يمكن أن تؤثر على الغلاف الجوي للأرض والبيئة التي تدعم الحياة على كوكبنا.
