الشمس تُفجر أقوى توهج في 2025.. ماذا ينتظر الأرض؟
شهدت الشمس انفجارًا هائلًا هو الأكبر في عام 2025، بعد أن سجّل العلماء توهجًا شمسيًا من فئة X5.1 صباح اليوم الثلاثاء، أطلق موجة كثيفة من الجسيمات الشمسية عالية الطاقة نحو الأرض، ما أدى إلى انقطاعات مؤقتة في الاتصالات اللاسلكية في أنحاء أوروبا وأفريقيا.
وأفادت وكالة الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) بأن هذا الوهج الشمسي القوي قد يؤثر خلال الساعات المقبلة على شبكات الكهرباء وأنظمة GPS واتصالات الراديو عالية التردد، لاسيما مع احتمالية مرافقة الحدث لقذف كتلي إكليلي (CME)، وهي سحابة ضخمة من البلازما والحقول المغناطيسية تنطلق من الشمس بسرعة تقارب 3000 ميل في الثانية.
أكبر توهج شمسي في 2025
وذكرت NOAA أن العاصفة المغناطيسية المتوقعة قد تبدأ مساء الثلاثاء وتستمر حتى الأربعاء، مشيرةً إلى أن الشفق القطبي قد يُشاهد في مناطق غير معتادة تمتد حتى ولايات بنسلفانيا وأيوا وأوريغون في الولايات المتحدة.
وشهدت أوروبا وأفريقيا صباح اليوم اضطرابًا واسعًا في الاتصالات اللاسلكية وأنظمة الطيران والملاحة البحرية، حيث انقطع البث اللاسلكي لمدة وجيزة عند الساعة الخامسة صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي.
كما تأثرت أنظمة الطوارئ والرادار والأقمار الصناعية بسبب زيادة الإشعاع.
وقالت عالمة الفضاء ستيف ياردلي إن مثل هذه الانفجارات الشمسية القوية "نادرة الحدوث"، موضحةً أن الجسيمات المشحونة الناتجة عنها "قوية بما يكفي لرصدها من أجهزة الكشف الأرضية"، مشيرةً إلى أنه "منذ عام 1942، تم تسجيل 75 توهجًا فقط بهذا الحجم".
التوهج الأخير نَشأ من البقعة الشمسية AR4274، وهي منطقة نشطة على سطح الشمس شهدت بالفعل توهجين قويين من الفئة X1.7 وX1.2 يومي 9 و10 نوفمبر.
وتُظهر هذه البقع الداكنة مؤشرات على نشاط مغناطيسي عالٍ، وهي غالبًا مصدر الانفجارات الشمسية الكبرى.
تصنيف التوهجات الشمسية
ووفقًا للعلماء، فإن التوهجات الشمسية تُصنف إلى خمس فئات رئيسية: A، B، C، M، وX، حيث تُعتبر فئة X الأقوى والأكثر قدرة على تعطيل الأقمار الصناعية والاتصالات اللاسلكية، وتُقسم داخلها إلى درجات من 1 إلى 9 حسب شدة الانفجار.
اقرأ أيضا: تفاصيل عاصفة شمسية جديدة تقترب من الأرض
وقد أصدرت NOAA تحذيرًا من المستوى الثالث، وهو مستوى متوسط إلى قوي، محذّرةً من أن دفقة كتلية سابقة سُجلت في 10 نوفمبر قد تصل أيضًا إلى الأرض في الفترة من 11 إلى 12 نوفمبر، ما قد يؤدي إلى نشاط مغناطيسي مضاعف.
وحذّر الخبراء من أن رواد الفضاء والرحلات الجوية التي تمر عبر المناطق القطبية قد يتعرضون إلى مستويات إشعاعية أعلى من المعتاد، بينما قد تواجه الأقمار الصناعية في المدار المنخفض انقطاعات كهربائية مؤقتة.
وأشارت منصة EarthSky إلى أن النشاط الشمسي سيظل مرتفعًا خلال الأيام المقبلة، إذ توجد احتمالات بنسبة 75% لحدوث توهجات متوسطة من الفئة M قد تُسبب اضطرابات قصيرة في الاتصالات، واحتمال بنسبة 40% لوقوع توهج قوي جديد من الفئة X خلال هذا الأسبوع.
ويُتابع العلماء أيضًا البقعة الشمسية المجاورة AR4276، التي أظهرت بدورها علامات على نشاط متزايد، مما قد يُنتج توهجات أصغر ذات تأثيرات محدودة.
