مفاجأة علمية عن النيكوتين تهز معتقدات المدخنين
أظهرت دراسة علمية حديثة نشرت نتائجها في مجلة (European Heart Journal) أن مادة النيكوتين تُعد سامّة للقلب والأوعية الدموية، بغضّ النظر عن الطريقة التي تُستهلك بها، سواء عبر السجائر أو منتجات التدخين الإلكترونية مثل "الفيب" أو التبغ.
وأوضحت الدراسة، التي أعدّها عدد من الباحثين الأوروبيين بقيادة البروفيسور توماس مونزل من الجامعة الطبية في ماينز بألمانيا، أن النيكوتين يُحدث تأثيرات فسيولوجية مباشرة على أنسجة القلب والأوعية، منها ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب وضعف مرونة الشرايين.
وأكد الباحثون أن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها التي تستعرض مجمل الأبحاث المتعلقة بجميع منتجات النيكوتين مجتمعة، وليس منتجات التدخين التقليدية فقط.
وجاءت في ظل الارتفاع الكبير في استخدام منتجات النيكوتين الحديثة، خصوصاً بين فئة الشباب والمراهقين، حيث بيّنت الأرقام أن نحو 75% من مستخدمي السجائر الإلكترونية من الشباب لم يسبق لهم التدخين التقليدي، مما يشير إلى انتشار أنماط جديدة من الإدمان.
أضرار النيكوتين على الصحة
توصلت الدراسة إلى أن جميع منتجات النيكوتين تُسبب ضرراً مباشراً للقلب، وتشمل التأثيرات ارتفاع ضغط الدم، اضطرابات الأوعية، وزيادة احتمال الجلطات. وأوضحت أن الانبعاثات الناتجة عن الفيب أو التبغ تترك آثاراً مماثلة للتدخين التقليدي على الأوعية الدموية، ما يجعلها غير آمنة كما يُروَّج لها.
كما بينت الدراسة أن منتجات الفيب ليست وسيلة فعالة للإقلاع عن التدخين، بل تعمل كبوابة لإدمان النيكوتين وتؤدي إلى الاستخدام المزدوج بين السجائر التقليدية والإلكترونية. وأشارت إلى أن الأمراض الناجمة عن النيكوتين تكلف أوروبا مئات المليارات من اليوروهات سنوياً في الرعاية الصحية وفقدان الإنتاجية.
وأوصى معدّو الدراسة بعدد من الإجراءات للحد من الإدمان المتزايد بين الشباب، أبرزها:
- حظر النكهات في جميع منتجات النيكوتين.
- فرض ضرائب موحدة بناءً على محتوى النيكوتين.
- توسيع قوانين منع التدخين في الأماكن العامة لتشمل السجائر الإلكترونية والتبغ.
- منع الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تستهدف فئة الشباب.
- دمج التوعية من النيكوتين ضمن برامج الوقاية من أمراض القلب في الخطط الوطنية.
وخلصت الدراسة إلى أن النيكوتين في جميع أشكاله يمثل تهديداً صامتاً لصحة القلب والأوعية الدموية، مطالبةً الحكومات بوضع أطر تشريعية موحدة تضمن حماية الصحة العامة، خاصة بين المراهقين والشباب.
