عشاق الفلك على موعد مع زخّات الأورسد.. الختام السماوي لعام 2025
تتهيأ السماء لعرض فلكي استثنائي مع اقتراب نهاية عام 2025، حيث تصل زخّات الشهب الأورسد إلى ذروتها خلال الأيام المقبلة، في مشهد كوني يأسر الأنظار.
وتُعد زخّات الشهب سلسلة من ومضات ضوئية لامعة تظهر في السماء عندما تخترق جزيئات الغبار الكوني الغلاف الجوي للأرض وتحترق لحظيًا، لتضيء الأفق في لحظة خاطفة.
وتمثل ظاهرة الأورسد آخر حدث سماوي يختتم عام 2025، وفرصة مميزة لعشاق الفضاء لمتابعة عرض طبيعي فريد قبل استقبال العام الجديد.
موعد آخر حدث سماوي في 2025
وتُرصد زخات الشهب الأورسد سنويًا في الفترة ما بين 17 و26 ديسمبر، إلا أن ذروة نشاطها ستكون فجر 22 ديسمبر 2025، ويتوقع خبراء الفلك أن تصل المعدلات إلى 50 شهابًا في الساعة في ذروة الحدث، بينما يبلغ المتوسط في الأيام الأخرى نحو 10 شهب كل ساعة، وعلى عكس بعض الزخات الكبرى مثل الجيمينيدز، فإن الأورسد تتميز بطابع هادئ لكن مستمر.
وتكتسب مراقبة هذه الظاهرة هذا العام خصوصية استثنائية، إذ ترجّح التوقعات أن تكون ظروف الرصد مثالية بفضل غياب القمر عن السماء خلال فترة الذروة، ما يمنح عشاق التصوير الفلكي فرصة نادرة لتوثيق المشهد في أجواء مظلمة وصفاء بصري خالص.
تنشأ زخات الأورسد عن المذنب 8P/Tuttle الذي اكتشفه الفلكي الفرنسي بيير ميشان عام 1790، ويبلغ قطره نحو 4 كيلومترات، وعلى الرغم من أن الحطام الناتج عنه يشكل النواة الأساسية لهذه الزخات، فإن الدراسات الحديثة تشير إلى أن تيار الشهب يتبع مسارًا مداريًا مستقلاً عن المذنب نفسه، ويتحرك في الفضاء كعاصفة من الجسيمات الدقيقة التي تدخل الغلاف الجوي بسرعات هائلة.
ويُعد المذنّب نفسه من الأجرام التي تم رصدها على مدى قرون طويلة، وكان أحدث ظهور له في عام 2021، حيث أعيد تأكيد خصائصه المدارية المرتبطة بحزام النفايات الكوني الذي تنتج عنه هذه الظاهرة.
وينصح الخبراء هواة الفلك بالتوجه إلى أماكن بعيدة عن الأضواء الصناعية ومناطق التلوث الضوئي، مع توجيه النظر نحو نجم كوشاب في كوكبة الدب الأصغر قبل شروق الشمس بوقت كافٍ.
ويؤكد العلماء أن صفاء السماء وخلو الأفق من الغيوم يشكلان الشرط الأهم لضمان مشاهدة واضحة للشهب التي ستبدو كخطوط مضيئة تخترق السماء في ثوانٍ معدودة.
ويأتي هذا العرض الكوني بعد سلسلة من الأحداث الفلكية التي ميزت عام 2025، أبرزها مرور عدة مذنّبات، وملاحظة ومضة جديدة على سطح القمر، ما يجعل زخات الأورسد بمثابة الخاتمة المثالية لعام حافل بالاكتشافات والمشاهد السماوية المدهشة.
