الربو قد يظهر فجأة.. كيف تحمي نفسك من النوبات؟
مرض الربو الشعبي يُعد من الأمراض التي قد تمر بمرحلة كامنة طويلة، دون أن يلاحظ المصاب أي مؤشرات واضحة، قبل أن تظهر فجأة على هيئة نوبة حادة قد تكون خطيرة، بحسب ما أكده الطبيب المختص بأمراض الصدر والرئة روستيسلاف ليوبفيتش Rostyslav Liubevych،
الربو الصامت.. مرض يتطور دون إنذار
يشير ليوبفيتش إلى أن الربو لا يبدأ دائمًا بشكل درامي، بل غالبًا ما يتسلل تدريجيًا. فقد يعاني بعض الأشخاص من سعال مزمن، أو ضيق تنفس متقطع، أو صفير خفيف في الصدر، دون أن يربطوا هذه الأعراض بمرض مزمن. وفي كثير من الحالات، يُفسَّر ذلك على أنه إرهاق، أو نزلة برد، أو آثار تلوث مؤقتة.
لكن تجاهل هذه العلامات قد يؤدي إلى تفاقم الحالة، إذ يمكن أن تتحول الأعراض البسيطة إلى نوبة ربو حادة ومفاجئة، خصوصًا عند التعرض لمحفزات قوية. ويؤكد الطبيب أن هذا النمط هو ما يجعل الربو من أكثر أمراض الجهاز التنفسي خطورة، لأنه يمنح إحساسًا زائفًا بالأمان.
العوامل المحفزة وأسباب الانتشار المتزايد
بحسب المختص، فإن الربو ينشأ نتيجة تفاعل عاملين رئيسيين: الاستعداد الوراثي، والعوامل البيئية. فحتى الأشخاص الذين لا يملكون تاريخًا عائليًا مع المرض قد يصابون به نتيجة التعرض المستمر لتلوث الهواء، أو الغبار، أو المواد الكيميائية، أو الدخان.
وتُعد الملوثات البيئية من أبرز الأسباب التي تزيد من انتشار الربو في العصر الحديث، حيث تؤدي إلى تهيّج الشعب الهوائية، وتزيد من حساسيتها تجاه المؤثرات الخارجية. كما أن الضغوط النفسية، والالتهابات المتكررة في الجهاز التنفسي، والحساسية غير المشخّصة، قد تلعب دورًا مباشرًا في تحفيز المرض.
أعراض يجب عدم تجاهلها
يشدد الأطباء على ضرورة الانتباه إلى بعض الأعراض التحذيرية، أبرزها:
سعال متكرر، خاصة في الليل أو الصباح الباكر
ضيق في التنفس عند بذل مجهود بسيط
إحساس بثقل أو ضغط في الصدر
صفير أو أزيز أثناء التنفس
هذه المؤشرات، حتى وإن كانت خفيفة، تستدعي استشارة طبية فورية، لأن التشخيص المبكر يساعد على السيطرة على الربو ومنع تطوره إلى نوبات شديدة.
كيف تحمي نفسك وتتصرف عند النوبة؟
للوقاية من الربو أو الحد من مخاطره، ينصح الخبراء بتقليل التعرض للمحفزات البيئية، والحرص على جودة الهواء داخل المنازل، وتجنب التدخين أو الأماكن المليئة بالدخان. كما أن الالتزام بالعلاج الموصوف طبيًا، حتى في فترات غياب الأعراض، يُعد عنصرًا أساسيًا للسيطرة على المرض.
أما في حال حدوث نوبة ربو مفاجئة، فيجب استخدام البخاخ الإسعافي فورًا، والجلوس في وضعية مريحة تساعد على التنفس، مع طلب المساعدة الطبية إذا لم تتحسن الحالة سريعًا.
في النهاية، يؤكد الأطباء أن الربو ليس مرضًا يمكن الاستهانة به، لكنه في الوقت ذاته قابل للسيطرة إذا جرى تشخيصه مبكرًا والتعامل معه بوعي. فالمعرفة، والانتباه للأعراض، والالتزام بالإرشادات الطبية، هي خط الدفاع الأول لحماية الجهاز التنفسي والحفاظ على جودة الحياة.
