اليوم الخامس من مهرجان البحر الأحمر: قصص وقمم سينمائية تتلألأ
في يومه الخامس، بدا مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي كمنصة مفتوحة لقراءة تحولات المشهد السينمائي المعاصر من زوايا متعددة. حوارات وضعت النجوم في مساحة إنسانية قريبة من الجمهور، وبرنامج عروض كشف عن موجة سردية جديدة قادمة من جدة وعمّان والقاهرة نحو أفق عالمي أوسع.
أنشطة ومعامل اليوم الخامس
بدأ اليوم الخامس بجدول حافل من المعامل التي منحت المهرجان نكهته الخاصة. استهل اليوم بجلسة طرح المشاريع، بحيث قدّم صناع الأفلام من مختلف أنحاء المنطقة في سوق المشاريع أفلامًا قيد الإنجاز تتضمّن نظرة على أعمالهم المقبلة، من لقطات مونتاج أولية تنبئ بأفلام واعدة، إلى أصوات جديدة جريئة تصنع حراكًا مبكرًا في الصناعة وتستقطب شركاء متحمّسين لمرافقتها في رحلتها إلى الشاشة.
كما تضمن اليوم الخامس محاضرة تفاعلية بعنوان "السرد القصصي من خلال البُعد الصّوتي" مع مارك مانجيني، ضمن برنامج إنسباير، التابع لمعامل البحر الأحمر، لتفتح أمام المشاركين آفاقًا أوسع نحول كيفية تحويل الصوت إلى عنصر أساسي في بناء العالم السينمائي.
بهذا الإيقاع المهني الذي يجمع بين تطوير المشاريع وفنون السرد السمعي، رسّخ اليوم الخامس مكانة مهرجان البحر الأحمر بوصفه مساحة يتشكل فيها وعي جديد بكيفية صناعة الفيلم من الفكرة الأولى حتى أدق تفاصيله التقنية.
حوارات مع نجوم مهرجان البحر الأحمر 2025
امتد اليوم الخامس لمهرجان البحر الأحمر السينمائي إلى مساحة أخرى لا تقل حيوية، وهي الحوارات مع النجوم، بحيث تحولت الجلسات النقاشية إلى مساحة قريبة وحميمية تجمع بين الجمهور ونجوم السينما العالمية والعربية.
استهلت الفعاليات بحوار خاص مع النجم أمير المصري، الممثل المصري البريطاني الذي نسج مسيرته بين القاهرة ولندن.
بدأ المصري مشواره من خلال أعمال عربية حققت انتشارًا جماهيريًا واسعًا، قبل أن يشق طريقه إلى الساحة العالمية بمشاركته في الفيلم السينمائي Lost in London.
وفي الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر، عزز أمير المصري حضوره على الخارطة الدولية بعد عرض فيلمه الجديد Giant في اليوم الافتتاحي، ليعود إلى جدة هذه المرة كنجم يوازن بين نجاحات الشرق والغرب.
أما النجم الهندي كارتيك آريان فحمل الحوار معه طاقة مختلفة تعكس مكانته كأحد أكثر الوجوه الشابة تأثيرًا في بوليوود اليوم.
انطلق آريان من مدينة غواليور ليصعد تدريجيًا إلى الصف الأول، مستندًا إلى مزيج نادر من الكاريزما والانضباط المهني والحضور الثقافي.
خطف الأنظار لأول مرة عبر المونولوغ الشهير الذي قدّمه على الشاشة لمدة ثماني دقائق في فيلم Pyaar Ka Punchnama، ليحضر إلى جدة اليوم وفي رصيده مسار مهني يضعه في صدارة الجيل الجديد من نجوم السينما الهندية.
كما استقبلت منصات المهرجان النجم البريطاني نيكولاس هولت، الذي عرفه العالم أولا من خلال بطولته للفيلم الدرامي About a Boy من إنتاج عام 2002، قبل أن يرسخ حضوره في هوليوود بدوره اللافت كهانك ماكّوي الشاب في سلسلة أفلام الأكشن والتشويق X-Men: First Class وX-Men: Days of Future Past، وهو الدور الذي منحه جائزة اختيار المراهقين ووضعه ضمن الأسماء الأكثر طلبًا في عالم السينما.
وقد وصل هولت إلى جمهور مهرجان البحر الأحمر السينمائي بصفته واحدًا من أكثر الوجوه البريطانية حضورًا في سينما هوليوود المعاصرة.
هذه اللقاءات رسّخت مكانة مهرجان البحر الأحمر بوصفه منصة تحتفي بتنوّع أصوات السينما العالمية، وتمنح جمهور جدة فرصة نادرة للاحتكاك المباشر مع صناعها من ثقافات واتجاهات مختلفة.
عروض أولى في اليوم الخامس
تسلّطت الأضواء في اليوم الخامس من مهرجان البحر الأحمر السينمائي على مجموعة من العروض الأولى التي انتظرها عشاق السينما طويلا منذ لحظة الإعلان عنها، لتضفي إلى برنامج المهرجان طبقة جديدة من التنوع البصري والدرامي، تمتد من جدة إلى عمّان والقاهرة وأوروبا.
فيلم غرق
شهد اليوم الخامس من المهرجان عرض فيلم غرق بحضور فريق العمل، في تجربة خاصة تمزج بين الحساسية الإنسانية والجرأة في تناول موضوعات الأسرة والاضطرابات النفسية.
يأتي الفيلم نتاج تعاون إنتاجي مشترك بين الأردن والسعودية وقطر وفرنسا واستونيا، ويشارك في بطولته كلارا خوري، محمد نزار ووسام طبيلة.
يتابع العمل قصة نادية في الأربعين من عمرها، أم لثلاثة أطفال تعيش خلف واجهة حياة تبدو متماسكة، بينما تتآكل من الداخل بسبب زواج مأزوم وإحساس متآكل بالذات، يدفعها إلى عزلة عاطفية خانقة.
يظل خيطها الوحيد مع العالم هو علاقتها بابنها الأكبر باسل، طالب الثانوية العبقري والمنطوي، لكن حادثًا عنيفًا في المدرسة يطيح باستقراره الدراسي ويقلب عالم نادية رأسًا على عقب.
فيلم مسألة حياة او موت
على الضفة الأخرى من البرنامج، جاء عرض الفيلم السعودي مسألة حياة أو موت ليضخ جرعة من الرومانسية السوداء، مستندًا إلى مدينة جدة كخلفية حيّة لقصة حب تتحدى الخرافة والمصير.
يشارك في الفيلم سارة طيبة ويعقوب الفرحان، في حكاية تدور حول "حياة"، الشابة التي تؤمن بأن لعنة متوارثة ستنهي حياتها عند بلوغها الثلاثين، فتتهيأ نفسيًا لتقبل هذا المصير كأمر واقع.
بالتوازي، يعيش "يوسف"، جرّاح القلب العبقري والخجول، صراعًا داخليًا مع ميل خفي إلى القتل، لا يقترب منه إلا وهو ممسك بالمشرط.
يتقاطع طريق حياة ويوسف في لحظة فارقة، لتتشكل خطة مظلمة تجمع بين امرأة تستعد للموت ورجل يقاوم رغبة قاتلة، قبل أن يتسلل الحب كعنصر مربك يقلب كل شيء.
فيلم القصص
أما فيلم القصص للمخرج أبوبكر شوقي، فعند بدء عرضه تحوّل المسرح إلى مساحة زمنية مفتوحة، تعبر بالجمهور إلى صيف 1967 في مصر عبر حكاية تتشكل بحروف الرسائل وحلم موسيقي لا يلين.
شارك في بطولة الفيلم أمير المصري ونيلي كريم وفاليري باشنر، في عمل يروي قصة أحمد، عازف البيانو الطموح، الذي يبدأ من القاهرة صداقة بعيدة المدى مع النمساوية ليز عبر المراسلات، علاقة تثير ريبة العائلة لكنها تغذي توقه إلى إقامة حفل موسيقي علني يثبت من خلاله موهبته.
وبين تقلبات السياسة ووطأة الحرب وتغير المزاج الاجتماعي، يواصل أحمد وليز التمسك بخيط رفيع من الأمل والطموح، بينما يواجهان ضغوط العائلة وتحفظات المجتمع في مصر.
